مع كل مبادرة وطنية جديدة يطلقها فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر.. يتأكد للجميع أن الأزهر هو حقاً بيت الأمة المصرية وأنه صوت العقل والحكمة في ميدان الأحداث. يحرص شيخ الأزهر في كل مبادراته علي "لم الشمل" وتحقيق التوافق الشعبي.. لذلك لا يقصي أحداً من أي لقاء وطني.. ويفتح الباب للجميع. بما يسهم في تحقيق المصالح العليا للوطن. بالأمس أطلق الإمام الأكبر د.أحمد الطيب مبادرة وطنية جديدة من الأزهر نحو تحقيق أهداف الثورة واستعادة روحها. حضر اللقاء الوطني د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وعمرو موسي وعبدالمنعم أبوالفتوح المرشحان المحتملان للرئاسة وبعض رؤساء الأحزاب السياسية ومنها "الحرية والعدالة" والوفد والديمقراطي الاجتماعي والتجمع والنور والعدل وممثلون عن الجمعيات الدينية والتنظيمات الشبابية والحزبية وممثلو شباب الثورة بالإضافة إلي المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. في البداية حرص الإمام الأكبر علي التأكيد أن هذا الاجتماع من أجل مصر.. وحمايتها وإنقاذها وتحقيق أهداف ثورتها.. وأن هذه الفترة المرحلية التي يعيشها الوطن الآن تحتاج من كل مصري تضافر الجهود واجتماع الكلمة وتوافق الإرادات. أكد الإمام الأكبر أنه سيتم إعلان بيان الأزهر حول استكمال أهداف الثورة المصرية الذي توافقت عليه كل القوي الدينية والسياسية بميدان التحرير يوم 25 يناير في إطار احتفالات مصر بالعيد الأول لثورة يناير كتعبير عن وحدة الشعب المصري وعزمه علي استكمال أهداف الثورة. أضاف في مؤتمر صحفي عقب اللقاء الوطني بمشيخة الأزهر أن جميع المشاركين أكدوا ضرورة العمل سوياً لمستقبل أفضل لمصر يقوم علي توزيع عادل للثروة القومية يضمن الاستقرار الاجتماعي ويحقق السلام بين المواطنين لبناء نموذج متفرد لدولة حديثة ديمقراطية حرة ناهضة وقوية وإطلاق طاقات الشعب كله. طالب الإمام الأكبر باستكمال أهداف الثورة والتوافق الوطني علي رعاية كل مكونات هذا الوطن. دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء أو انحياز.. وتأكيد حق المواطن الدستوري في محاكمته أمام قاضيه الطبيعي. ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين. والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.. وسرعة المحاكمات بما لا يخل بحرمة الحق ومقتضي العدل وواجب النزاهة.. واستكمال الوفاء بحقوق أسر الشهداء والمصابين في العلاج والتعويض والعمل والرعاية التامة.. والمضي في البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة وإتمام تسليم السلطة للمدنيين في موعده المحدد دون إبطاء. كما طالب بالالتزام بما أسفرت عنه الانتخابات النزيهة الحرة من نتائج. والتعاون بين شباب الثورة جميعاً وممثلي الشعب المنتخبين في بناء مصر المستقبل تحت مظلة الديمقراطية وعلي أساس من الشرعية البرلمانية والتوافق الوطني. دعا الإمام الأكبر إلي القضاء علي آثار السياسات القمعية. والفساد الشامل. مع العمل الجاد علي بناء اقتصاد مصري قوي. يستثمر كل إمكانات مصر. ويحقق العدالة لجميع أبنائها.. مؤكداً ضرورة عودة الدور الوطني المصري في ريادة المنطقة. والإسهام في السياسة الدولية بقرار حر دون تبعية أو انحياز. طالب بعودة الجيش الوطني ذخر الوطن وحامي انتفاضاته الثورية إلي دوره في حراسة حدود مصر وأمنها القومي.. واطلاق طاقات الشعب. خاصة شبابه الثوري الناهض لبناء المجتمع والدولة. ومحاربة التخلف والفقر والمرض والجهل. والنهوض بمصر سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً لتكون النموذج المضيء لأمة العرب والمسلمين.