لا تأسفن عن غدر الزمان.. لطالما رقصت علي جثث الأسود كلاب.. ولا تحسبن برقصها تعلو علي أسيادها.. فتبقي الأسود أسودا والكلاب كلابا. رأيت في هذه الكلمات المعني المجازي الذي أبحث عنه في هذا الوقت.. "فالأسود" أراهم الشهداء والأبطال والشجعان ورجال الثورات.. وأما "الكلاب" فأراهم الجبناء والأنذال والزائفين ومتسلقي الجدار. ولتبسيط المعني أكثر أري ثورة اندلعت في كل أنحاء مصر بمدنها وقراها.. برجالها ونسائها وأطفالها بكل هيئاتها ومؤسساتها.. حتي إعلامها.. وكل فرد أو كيان صدق علي هذه الثورة له نجومه المعروفون بالاسم.. وربما لم يجد البعض منهم نفسه حتي الآن رغم زوال الحكم الفاسد برجاله وحاشيته.. خاصة وأن الثورة لاتزال في طور النمو والاكتمال.. فنحن في مرحلة انتقالية صعبة بلا رئيس أو برلمان.. حتي الحكومة التي نتظلل بها مؤقتة.. إلا أن المسألة مسألة وقت.. وقريبا سيكون لدينا رئيس وبرلمان وحكومة.. ولحظتها تكون ثورتنا مكتملة الاركان وبالغة لسن الرشد.. ثم يعاد النظر في كل صغيرة وكبيرة علي أرض هذا الوطن.. وحينئذ لن يصح إلا الصحيح.. ومن تناست الفترة الانتقالية مخالفاته وانتهاكاته فلن تغفلها عنه الحقبة القادمة.. فالأقنعة سقطت والأدلة عديدة والشهود في كل مكان.. وقريبا سيتم التأريخ بكل مصداقية للمرحلة القاسية الصعبة التي عاني منها الجياع والمرضي والشباب والكهول من أبناء هذا الشعب الذين قدموا دماءهم ودموعهم حتي تعيش مصر دائما وابدا.. وأكتفي بهذا القدر.