اتهم مصابو مجلس الوزراء انهم كانوا ضحية لأعمال العنف والشغب التي قام بها ضدهم أفراد الشرطة العسكرية المتواجدون فوق مبني مجلس الشعب وانهم أول من بدأوا بإلقاء الحجارة ومخلفات السيراميك والزجاج عليهم بخلاف الطلقات النارية التي اصابت بعضهم وأودت بحياة آخرين. تعددت الاصابات ما بين كسور وجروح وطلقات نارية أدت إلي استشهاد 9 أشخاص واصابة 354 شخصاً حتي عصر أمس وفقا لما أكدته وزارة الصحة في بيان لها. قامت "المساء" بمقابلة عدد من المصابين ببعض المستشفيات بقصر العيني والمنيرة والقبطي والهلال ورغم خروج العشرات من المصابين بعد عمل الاسعافات الأولية لهم فقد وجدنا بعضهم مازال يعاني من جراحه وتتفاوت اعمارهم ما بين 10 سنوات و22 عاما. عبدالرحمن محمد- عمره لا يتعدي ال 15 عاما- اصيب في ذراعيه. عندما تشاهده تجد ملامحه تؤكد لك انه لم يتناول الطعام منذ عدة أيام. فالقهر والجوع والحرمان علامات رسمها القدر علي وجهه الصغير. عندما سألناه عن سبب وجوده عند مجلس الوزراء قال: كنت ألعب مع أصحابي أمام منزلنا وفوجئت بعمي يأتي ويأخذني معه إلي هناك. مؤكداً لي أن علينا نشارك المعتصمين في ضرب رجال الشرطة العسكرية ورشقهم بالحجارة لان هذا عمل وطني ولكن فوجئت بالحجارة تلقي علي مما أصاب ذراعي اليمني بالكسر والأخري بجروح قطعية. أما اسلام فايز 18 عاما حاصل علي دبلوم صنايع فيؤكد انه لم تكن لديه نية ان يذهب لمجلس الوزراء ولكن أحدا من اصدقائه شجعه للذهاب إلي هناك لكي يشاهد الوضع علي الطبيعة لكن للاسف أصيب بطلق ناري في فخذه اليمني وأجريت له عملية جراحية. مؤكداً أنه لم يشارك في رشق الحجارة. يؤكد محمد سمير "19 عاما" طالب بالمرحلة الثانية بالثانوية العامة- كنت من المعتصمين أمام مجلس الوزراء وأنا عضو "حركة ثورة الغضب الثانية" ومنذ 19 نوفمبر ونحن معتصمون ولم نقم بأي اعمال عنف أو شغب حتي حدث ما حدث عندما فوجئنا برجال يقفون فوق مبني مجلس الشعب ويقومون برشقنا بالحجارة وبعض الكرتون والذي شب فيه حريق فور القائه علينا وكان هذا بمثابة انذار لكل المتواجدين امام مجلس الوزراء من أجل الرحيل. وعن استمرار مشاركته في الاعتصام أكد انه سيظل مشاركا المعتصمين مهما طال الوقت وعن مذاكرته للدروس والامتحان خاصة انه في المرحلة الثانية للثانوية العامة قال ان المذاكرة شيء والاعتصام من أجل تحقيق أهداف الثورة شيء آخر. أحمد رجب- 18 عاما- فقد اصيب بطلق ناري في بطنه وجرح في ظهره عندما سألناه عن سبب تواجده في هذه الأحداث قال: انا لا استطيع الكلام في أي شيء سوي انني كنت ادافع عن نفسي مثل كل المعتصمين. أما الطفل نصر الدين نصر السيد- والذي لا يزيد عمره عن 10 سنوات فقد اصيب في رأسه بجرح قطعي ولا يعرف ان يجيب عن أي سؤال.