الابتكار لم يعد مقتصرا علي الاختراعات العلمية ولكنه أصبح أيضا في عالم السرقة والنصب علي خلق الله ولأن اللص أصبح الآن مجرما أيضا علي استعداد أن يقتل دون رادع فلك أن تتخيل الفرحة التي تنتاب جهاز الشرطة عندما يتمكنون من إسقاط أحد هؤلاء. وفي الآونة الأخيرة تعددت البلاغات أمام اللواء فيصل دويدار مدير مباحث الاسكندرية من سائقي سيارات التاكسي العادي أو تاكسي العاصمة كما يطلق عليه بالقاهرة وأحيانا يصبح اسمه التاكسي الملاكي وهكذا.. وأيضا من أصحاب السيارات الملاكي بتعرضهم لسرقة سياراتهم بمنطقة الكينج مريوط بالعامرية ثاني بعد أن تستدرجهم فتاة وبلغت جملة البلاغات "150 بلاغا" والأغرب هو قيام الفتاة ومن معها بمساومة السائق بالحصول علي مبلغ "15 ألف جنيه" نظير إعادة السيارة. والطريف حقا هو الأسلوب المبتكر حيث تقوم فتاة ترتدي ملابس فاخرة في منتصف العشرينات من العمر بالتوجه إلي القاهرة أو المحافظات واختيار سيارة تاكسي حديثة وبحالة جيدة وتطلب من السائق إيصالها إلي الاسكندرية نظير أي مبلغ يطلبه وعندما يتفقان علي مبلغ محدد تركب مع السائق وتتصل تليفونيا بشقيقها كما تدعي لتبلغه بأنها في الطريق وتعطيه رقم السيارة واسم السائق ورقم تليفونه لزوم الاطمئنان وسبك عملية النصب بأنها من أسرة محافظة.. وتنام خلال الطريق وأحيانا تتحدث مع السائق عن وضع البلد لتعطيه إحساسا بالأمان وعند اقتراب السائق من منطقة العامرية تتصل الفتاة بأسرتها ليفاجأ السائق عند منطقة الكينج مريوط بظهور ثلاثة رجال يحملون الأسلحة النارية الآلية ويعتدون عليه بالضرب المبرح ويسرقون سيارته وتليفونه المحمول ويتركونه في الطريق ليقوم بعد ذلك بالاتصال باللصوص علي تليفونه المسروق وتبدأ عملية المساومة لإعادة السيارة. في أحيان أخري كان أفراد التشكيل يلجأون إلي الاسكندرية من خلال إيقاف الفتاة علي طريق المحور أو الدائري بطلب العون بإيصالها لأسرتها بمنقة العامرية بعد أن تعطل التاكسي الذي تركبه ويقف بالقرب منها أحد أفراد العصابة ومعه تاكسي يدعي أنه معطل حتي يثق فيها راكب السيارة سواء ملاكي أو ميكروباص لتركب معه ثم يلحق بها التاسكي الذي يراقبها وتظل في اتصال مع باقي العصابة لتصل إلي منطقة الكينج وتتم نفس العملية. ومع الحملات الأمنية علي الطرق تمكنت المباحث من ضبط الفتاة أولا وتبين أنها تدعي "هدي. ش" 23 سنة وشهرتها "حبيبة" وتعيش مع صديقها "عصام. م.ف" 24 سنة مسجل شقي خطر وشهرته "بوزو" وكانت "حبيبة" هي بداية الخيط لكشف تفاصيل العصابة التي تعيش في نجع المطاريد بالعامرية ويعمل مع "بوزو" صديق آخر يدعي "صدقي.م.م" 30 سنة يشاركه في سرقاته.. ولعل الأغرب بالفعل أنه قد تبين من التحريات أن "بوزو" مدمن للهيروين ويتعاطي يوميا "7جم" هيروين وهو ما جعل حصيلة سرقاته تنفق أولا بأول علي التعاطي. وبدأت الأكمنة تنتشر لضبط اللص المعروف بخطورته خاصة وأن سقوط "حبيبة" أفقده توازنه وأيضا جعله يفقد جزءا مهما من أدواته في السرقة. وفي كمين تمكن الرائدان "إسلام فوزي" و"وائل الحيوي" من إسقاط خط العامرية كما يطلق عليه لأنه شديد الذكاء وبلا رحمة ويتجول ومعه سلاح آلي معد للقتل الفوري كما أنه هارب من "15 سنة سجن" في ثلاث سرقات بالاكراه.. وتمكن الرائدان إسلام ووائل من مباحث العامرية ثاني من ضبط المتهم وصديقه وبحوزتهما سيارتان مسروقتان من العامرية ثاني ليسقط "بوزو" خط العامرية بعد سقوط حبيبته ليذكرنا بقصة "خط الصعيد" المعروفة.. وفورعلم اللواء خالد غرابة مدير أمن الاسكندرية بسقوط خط العامرية أمر بصرف مكافأة فورية للرائدين لشجاعتهما في مواجهة "الخط" وعصابته وأيضا إعادة عدد كبير من سيارات تاكسي العاصمة والملاكي التي سرقها اللصان لتنتهي أسطورة خط العامرية.