يعز علي النفس وأنا اتفقد المحال التجارية أن أجد معظم المنتجات المعروضة صينية. ملابس وسجاجيد صلاة وأدوات كهربائية وعدداً وآلات مختلفة تخدم كل مناحي الحياة. حتي الخضار في الأسواق صيني: ثوم وجزر وفجل وبروكلي... الخ. والمخللات بأنواعها علي أرفف السوبر ماركت.. وفي الشوارع يفترش بنات وأولاد الصين الطرق يبيعون موبايلات وساعات وصواعق وكشافات اضاءة وولاعات بأسعار جاذبة للزبائن الذين يلتفون حولهم في حلقات إما للشراء أو تفحص المنتجات. لم يقتصر الأمر علي ذلك بل امتد إلي القري ذهبت البنات الصينيات إلي بيوت المرأة الريفية تعرض جهاز العروس من مفارش وأقمشة... الخ. فهل هذا معقول؟! أو مقبول؟!.. ثم أين منتجاتنا التي تواجه هذه الهوجة من الاستيراد؟! واقع الأمر يقول إن هذه المنتجات اختفت أو توارت بفعل فاعل.. مصانع كثيرة توقفت وأخري لا تجد العمالة المدربة.. وغيرها تم خصخصتها وبيعت الآلات خردة والأراضي لإقامة أبراج سكنية. حتي الأراضي الزراعية يتم تبويرها وتجريفها.. والفلاح لا يجد المعاونة أو المساعدة أو الدعم لكي تعود القرية منتجة لا مستهلكة. كلها أمور نراها ونعاني منها ونبهنا إليها كثيراً في عهد النظام السابق لكنه كان في واد والمجتمع في واد آخر.. وباع كل شيء وداس علي كل شيء دون إدراك أو وعي بأن المجتمع الذي لا ينتج الغذاء الذي يحتاج إليه فهو لا يملك حريته. تذكرت كل ذلك وأنا أتابع الأرقام عن تراجع حجم الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية إلي 20 مليار دولار نتيجة السحب الدائم منه لتغطية الاحتياجات الاستيرادية والمخاوف من وصوله إلي 15 ملياراً فقط في يناير القادم ومخاطر ذلك. ثم الأرقام المذهلة التي أعلنها د. كمال الجنزوري عن حجم الأراضي التي تم زرعها مباني والدموع التي فرت من عينيه وهو يؤكد أن الاقتصاد المصري في أزمة كبيرة. وتذكرته أيضاً وأنا أتابع النداء الجديد الذي دعا إليه عمرو أديب وأيده فيه عدد من المثقفين والقنوات الفضائية لشراء المنتج المصري.. وأتصور أنه لكي تحقق هذه الدعوة جدواها فالمطلوب الاهتمام بالجودة والسعر لجذب الزبون. كلنا نعرف أن الامكانات محدودة لدي الغالبية من الشعب ولذلك فالمنتجات الصينية تغريهم علي الشراء فهي ترضي الأذواق وتكلفتها مناسبة للامكانات المتاحة. المرحلة الجديدة تحتاج بحق وصدق أن نهتم بمنظومة الانتاج الزراعي والصناعي لتغطية الاحتياجات فلا مانع أبداً من دعم الفلاح بالتقاوي والأسمدة وتخفيف الضرائب علي مستلزمات الانتاج وتخفيف الأعباء عن وحدات الانتاج أيضاً فهذا أفضل ألف مرة من شراء المنتج الأجنبي والمشاركة بصورة أو أخري في دعم الفلاح والصانع بالخارج. لابد أن يدرس أصحاب المصانع لماذا تأتي السلع الصينية وتنافسنا في بلدنا بالجودة والسعر؟!.. انهم يقيمون في الحي الواحد ورش انتاج متكاملة.. بمعني أنه لا يوجد مثلاً مصنع ينتج القميص أو البنطلون من الألف إلي الياء.. بل مجموعة ورش كل منها متخصص في جزء معين مما يساعد علي انتاج ملايين القطع من كل جزء في زمن قياسي وبأسعار لا تقارن.. ولأن كل الورش تكمل بعضها البعض فإن المنتج في النهاية رخيص ويمكن تصديره وغزو الأسواق به وتحقيق الربح. إننا الآن في مرحلة جديدة تحتاج إلي أساليب مبتكرة لكي نستعيد ما ضاع من امكانات ونحقق المزيد.. والبداية توفير كوادر وأيد عاملة من الفلاحين والعمال المهرة في كافة الصناعات ودفع عجلة الانتاج كماً ونوعاً في كل المجالات.. ساعتها سيجد المصري منتج بلاده وسوف يقبل علي الشراء منه لأنه الأرخص والأجود ويلبي كل احتياجاته.. ودعونا نتذكر القلاع الصناعية في الغزل والنسيج وشركة النصر للسيارات مروراً بزراعة القطن.. الخ من أشياء ومنتجات دمرناها بفعل فاعل!! بصراحة لا يكفي أن نناشد ضمير المصري لشراء منتج بلاده قبل أن نوفر المناخ المناسب لانطلاق الصناعة والزراعة من جديد.. ساعتها سيذهب المصري لشراء المنتج المصري. لقطات : ** بضائع إسرائيلية تغزو أسواق العريش بأسعار "زهيدة". علشان "زهيدة" دي.. كانت حملة اشتري المصري. ** عبدالحليم قنديل يقول: النظام القديم موجود في السلطة!!! علي كده بقي مين اللي موجود في سجن طرة.. يا عم عبده؟!! ** وزير السياحة منير فخري عبدالنور يؤكد أن موسم أعياد الميلاد مضروب.. وفنادق القاهرة "تنش". علشان كده بتقول لبتوع الاعتصامات "هش". ** تقرير : 400 منظمة حصلت علي تمويل أجنبي وبدء استجواب المتهمين. دي مش مخالفة قانونية بس.. دي عار علي الوطنية. ** اللواء فليفل محافظ دمياط : القنوات الفضائية هتودي البلد في داهية. ... معك حق يا سيادة اللواء.. بس "الملافظ" سعد. ** مصر ترفع رصيد ميدالياتها إلي أكثر من 110 بالدورة العربية بالدوحة. لماذا كل هذا التعتيم علي انتصاراتنا.. قال صديقي: لأنها مش كرة قدم!! ** د. الجنزوري للثوار: لن أسمح بوضع مطالب الثورة في "الثلاجة". طبعاً.. لأن الدنيا برد!!! ** وزير الصحة د. فؤاد النواوي يعبر عن مشاعره تجاه المرضي غير القادرين قائلاً: أنين المرضي يؤلمني. شد حيلك يا دكتور... وورينا الهمة. ** سرقة "70 ألف دولار" و"250 ألف جنيه مصري" من فيلا نائب مرشد الإخوان كانت في شنطة. .... بس خلاص!! ** نجيب ساويرس يعاير الشعب المصري أنه يأكل الفول والبصل. نسيت أن تقول ياباشمهندس أنه يأكل أيضاً العدس والطعمية والجبنة القديمة والبصارة والعيش الحاف ليستطيع أن يشتري من شركات المحمول "الهواء" بالمليارات..!!