* يسأل مكامارا سابوو واواني دارس وافد بمدينة البعوث الإسلامية بجامعة الأزهر: هل يوجد ما يمكن تسميته "الذوق العام" في الدين الحق؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر: الأحكام الشرعية من جهة الوسائل والمقاصد تحقق مصالح عديدة للخلق وتتنوع إلي ضروريات وحاجيات وتحسينات وهي في مجموعها مصالح كبري: فالمصالح الضرورية: هي الأمور الخمسة التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل. وهي من الأهمية بمكان لأن فقدها يجعل الناس علي فساد وتهارج. مصالح حاجية: وهي التي إذا لم تراع دخل علي المكلفين الحرج والمشقة. لذا تعني بالرخص ووسائل التيسير ورفع الحرج. مصالح تحسينية: وهي بيت القصيدة في واقعة السؤال: الأخذ بما يليق من محاسن العادات وتجنب مُدنسات تأنفها العقول الراجحة. وهي رعاية أحسن المناهج في المعاملات ومن صورها "مكارم الأخلاق" القولية والفعلية. والمصالح التحسينية في المفهوم الإسلامي ما يسميه الغير "الذوق العام" ومنه: تحسين الهيئة ففي الخبر "اصلحوا رحالكم. واصلحوا لباسكم. حتي تكونوا كأنكم شامة في الناس. فإن الله لا يحب الفحش والتفحش"- سنن ابي داود. وتحسين الخلق "قد أفلح من زكاها". "لا يسخر قوم من قوم..". الآيتين من سورة الحجرات... وتحسين الأفنية وما يتصل بها من الأماكن الحياتية ففي الحديث "إن الله طيب يحب الطيب. نظيف يحب النظافة. كريم يحب الكرم. جواد يحب الجود. فنظفوا أفنيتكم". وتحسين المعاملات "رحم الله- تعالي- رجلا سمحاً إذا باع. وإذا اشتري. وإذا افتضي". وتحسين الصوت "واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير". وتحسين المشية "واقصد في مشيك". "وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا". وتأتي "إماطة الأذي عن الطريق". و"حقوق الطريق" وتحريم قضاء الحاجة في الطرقات. وموارد المياه. والأمر بالرفق بالحيوان. ورعاية المعوقين. وتوقير الكبير. والرفق بالصغير. ومراعاة مشاعر الغير. وعدم الإضرار. وآداب اللبس والأكل.. كل هذا وأشباهه ونظائره مما صنفه الأئمة الاعلام في المصنفات المعتمدة كإحياء علوم الدين للغزالي- رحمه الله- تنهض براهين ساطعة علي الرعاية والتأصيل والتنظير للذوق العام في الإسلام وكفاك شمائل لسيد الخلق- صلي الله عليه وسلم- فروي خادمه أنس بن مالك- رضي الله عنه- "خدمت النبي- صلي الله عليه وسلم- عشر سنين. فما قال لشيء فعلته لم فعلته. ولا لشيء تركته لم تركته. وما شممت مسكة ولا عبيرة أطيب من رائحة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وما مسست خزة ولا حريرة ألين من كف رسول الله- صلي الله عليه وسلم".