أكد خبراء السياحة في أسوان أن عودة الرحلات النيلية الطويلة من أسوان إلي القاهرة والعكس سوف تساهم في زيادة تدفق السائحين لزيارة مصر من جديد لأن هذا النوع من الرحلات يجذب عدداً كبيراً من المهتمين بالآثار المصرية كما تتيح هذه الرحلات فرصة كبيرة للسائحين لكي يتعرفوا علي أنماط الحياة في العديد من المحافظات المصرية. يطالبون بضرورة توفير الأمن والاستقرار داخل مصر حتي تعود الرحلات النيلية الطويلة إلي سابق عهدها. أكد عبدالناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين بمحافظة أسوان أن الرحلات النيلية الطويلة من القاهرةلأسوان والعكس تجذب السائحين عشاق الآثار المصرية وتتميز بأنها تتيح الفرصة أمام السائحين للتعرف علي تسلسل الديانات السماوية في مصر عبر تاريخها الطويل. وأكد أن الاستقرار أساس نجاح الرحلات النيلية الطويلة. أوضح أن الرحلة تبدأ في القاهرة بزيارة الأهرامات في الجيزة التي تعكس روعة الحضارة المصرية القديمة وعظمة المصريين وإبداعهم ثم زيارة منطقة سقارة وبقايا مدينة منف وفي اليوم التالي يزور السائحون مصر القديمة التي تضم معبد بن عذرا وكنيسة أبوسرجة التي يوجد بها كهف أوت إليه العائلة المقدسة "المسيح والسيدة مريم ويوسف النجار" عند وصولهم إلي مصر هروباً من اضطهاد الرومان. ثم زيارة المتحف القبطي ومسجد السلطان حسن بن طولون وقلعة صلاح الدين ومسجد محمد علي "المرمري". وأضاف أن الباخرة السياحية تتجه جنوباً إلي محافظة المنيا وتتوقف لزيارة منطقة بني حسن الاثرية وفي اليوم التالي يتجه السائحون لزيارة اطلال مدينة تل العمارنة وبعدها تتجه الباخرة إلي محافظة أسيوط ولكن لا تتوقف بها لعدم وجود مناطق أثرية وبعدها تتوقف في البلينا بمحافظة سوهاج لزيارة معبد ابيدوس ومقبرة المعبود اوزوريس ومعبد سيتي الأول ورمسيس الثاني. ثم تتجه الباخرة جنوباً حتي تصل إلي مدينة قنا وفيها يقوم السائحون بزيارة معبد دندرة الذي كرس لعبادة المعبودة حتحور رمز الجمال والحب والموسيقي وكل الصفات الجميلة. اوضح أن متعة السائحين تتصاعد في هذه الرحلة بزيارة مدينة الاقصر الرائعة ويقومون بزيارة وادي الملوك والملكات ومعبد حتشبسوت ومقابر النبلاء والعمال وفي اليوم التالي يزورون معبدي الكرنك والاقصر وإذا كانت هناك فسحة من الوقت في صباح اليوم الأخير يقوم السائحون برحلة جوية فوق منطقة البر الغربي بواسطة البالون الطائر ليشاهد السائحون شروق شمس طيبة في مشهد غاية في الروعة. وأشار إلي أن الرحلة تتجه جنوباً وتتوقف في مدينة ادفو حيث يستمتع السائحون بركوب الحناطير حتي معبد ادفو الذي كرس لعبادة المعبود حورس رمز الانتصار والملك وتستمر الزيارة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات ثم تنطلق الباخرة لزيارة معبد كوم امبو وفي نهاية المطاف تتجه الباخرة جنوباً ليفاجأ السائحون بمدينة أسوان الرائعة التي تشبه مدن منابع نهر النيل في وسط أفريقيا بسبب تميزها بكثرة الصخور والجنادل والجزر النيلية الكبيرة وعندها يقوم السائحون بزيارة المسلة الناقصة ومعابد فيله التي تم انقاذها علي يد منظمة اليونسكو في فترة السبعينيات ثم يتجه السائحون لزيارة السد العالي ومشاهدة ملحمة الشعب المصري وعبقرية بناء هذا السد العملاق. وأشار نقيب المرشدين السياحيين بأسوان إلي أن الرحلة النيلية الطويلة من القاهرةلأسوان أو العكس تستغرق ما بين 12 إلي 14 يوماً وهي رحلات رائعة يري فيها السائح مصر كلها كما انها تجمع بين كل أنواع انماط السياحة في آن واحد فهي رحلة ثقافية واستجمام واستشفاء بهواء نهر النيل العظيم. موضحاً أن السائح يتعرف علي جميع المعلومات عن مصر خلال الرحلات الطويلة لأن المرشد يقوم بشرح طرق الري وأنواع الزراعات التي يشاهدها السائحون طوال الرحلة كما يتعرف السائح علي الصفات التي تشتهر بها كل محافظة مصرية طوال الرحلة. وطالب بأن يتم الترويج بشكل جيد للرحلات النيلية الطويلة وإجراء الدعاية اللازمة لها لأن العديد من السائحين الأجانب يعشقون هذه الرحلات التي لا تنسي خاصة الألمان بالإضافة إلي ضرورة توفير الأجواء الآمنة والاستقرار حتي تؤتي هذه الرحلات ثمارها وأن تكون المناطق الاثرية بمنأي عن أي مطالب فئوية. ويقول عبدالرحمن حسين عبده مرشد سياحي بأسوان ان الرحلات الطويلة من أسوان للقاهرة لها تاريخ طويل حيث كانت تحرص احدي الشركات السياحية الاجنبية بالتعاون مع المتحف البريطاني علي تنظيمها منذ السبعينيات من القرن الماضي خلال الفترة من شهري أكتوبر حتي مايو من كل عام بواقع رحلتين شهرياً وكان يتواجد مع كل رحلة محاضر يقوم بشرح أهمية المناطق الأثرية للسائحين علي متن الباخرة. وأضاف أن السائحين المهتمين بالآثار المصرية كانوا يحرصون بشدة علي المشاركة في الرحلات الطويلة لأنها تتيح لهم فرصة كبيرة للتعرف علي الاثار المصرية عن كثب لذلك فقد كانت هذه الرحلات مرتفعة التكلفة نسبياً مقارنة برحلات الاقصروأسوان. وأضاف أحمد أبوالحسن أحمد ادم مرشد سياحي أن الرحلات الطويلة من الاقصرلأسوان توقفت بعد أحداث الإرهاب في حقبة التسعينيات حينما قرر المسئولون في وزارة الداخلية انهم لن يستطيعوا تأمين ابحار البواخر السياحية من قنا إلي القاهرة مع الاكتفاء بالرحلات النيلية من الاقصرلأسوان والعكس.