قرر معتصمو التحرير المحتجون علي تعيين الدكتور كمال الجنزوري رئيساً للوزراء نقل اعتصامهم من الميدان إلي شارع قصر العيني الذي يوجد به مجلس الوزراء لمنع دخول رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة إليه لعقد اجتماعهم فيه. كم يقدر عدد هؤلاء المعتصمين؟! خمسة آلاف مثلاً. أم عشرة آلاف أم عشرون ألفاً علي الأكثر؟! لا أظن أن عددهم يتجاوز ألفاً أو ألفين. وحتي لو كانوا عشرين ألفاً.. ماذا يمثل هذا العدد بالنسبة لسكان مصر؟ ومن الذي أعطاهم توكيلاً ليتحدثوا باسم الثورة أو الشعب لكي يعطلوا مصالح الملايين الذين ضاقت صدورهم بهذه التصرفات غير المسئولة؟! هل كُتب علي مصر أن تعيش في حالة فوضي واضطراب باسم الثورة؟ وإلي متي؟ وأي دوافع تدفع هؤلاء المعتصمين؟! هل هي الوطنية؟ وكيف نعطيهم لقب الوطنيين وهم يتسببون في وقف عجلة الحياة في مصر لأسباب واهية؟ الجنزوري لا يعجبهم.. ومن قبل عصام شرف لم يعجبهم.. وقبل القبل أحمد شفيق لم يعجبهم.. من يعجبهم إذن؟! وعلي أي أساس أعطوا لأنفسهم الحق في تقييم هؤلاء الرجال؟! هل هم الوطنيون وحدهم الذين يخافون علي مستقبل مصر؟ هل هم الثوريون وحدهم الذين يخافون علي مستقبل الثورة وبلوغها أهدافها؟ هل هم أصحاب الرأي والحكمة والخبرة دون غيرهم من 85 مليون مواطن مصري؟! من هم بالضبط الذين يوقفون حال البلد ويربكون المرور فيه بل يربكون الحياة بأسرها؟ ليعرف كل هؤلاء الشباب قدر أنفسهم ويتصرفوا علي هذا الأساس. وليتركوا الشارع للمصريين يسيرون حياتهم ويعملون بعد أن وصلت الحالة الاقتصادية في البلد إلي وضع ينذر بالخراب!! اذهبوا إلي بيوتكم أيها الشباب وارعوا مصالح أسركم. وإن كنتم تعملون فاقبلوا علي أعمالكم وانجزوا واجباتكم.. فالثورة عمل وإنتاج لتحسين أحوال الشعب.. وبدون العمل والإنتاج فلا تقدم ولا ازدهار ولا رفعة لحال البلد الذي أردنا أن يعود إلي الصفوف الأولي في المنظومة الدولية. اتركوا الدكتور كمال الجنزوري وحكومته تعمل.. اتركوه لينفذ وعوده بعودة الأمن إلي مصر كأولوية أولي. فلا حياة للمصريين ولا تقدم لمصر إلا بالأمن.. نحن في حاجة إلي أن نأمن علي حياتنا وحياة أولادنا وعلي ممتلكاتنا وأعراضنا فقد انتشر الخارجون علي القانون واقضوا مضاجعنا وجعلونا نعيش حالة توتر دائمة. وبالمناسبة لم يكن اسم اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مفاجأة للناس حتي يخفيه الدكتور الجنزوري إلي آخر لحظة بحجة الأمن. فقد سبق أن طرح اسمه ضمن آخرين كانوا مرشحين للمنصب. والأهم الآن.. متي سنشعر بالأمن يا سيادة اللواء؟