صدر حديثاً للشاعر المناضل علي محسب ديوان بالعامية بعنوان "زئير الصمت" وذلك بعد ديوانيه "وحشتينا" و"وسط البلد" ويمزج هذا الديوان الجديد بين الشعر الغنائي والشعر الواقعي والشعر التعبيري التصويري والشعر الحماسي في ضفيرة واحدة رغم تعدد الموضوعات والمضامين. كما يتميز بالحرص علي التقنية مما يذكرنا بشعر الرائد محمود بيرم التونسي. الوطن عبر مسيرته الطويلة منذ العصر الفرعوني حتي ثورة 25 يناير هو المحرر الأساسي الذي تدور حوله القصائد فشاعرنا عاشق للوطن من أدق ذرة في ترابه حتي أبعد نجمة في سمائه. يغني لأفراحه ويبكي لأتراحه ومآسيه فيما يذكرنا بالبيت الأخير من مقطوعة لشاعر روماني: ولد الشاعر العظيم ملاكاً طبع الوحي قبلة فوق ثغره فتغني ما شاء إن يغني بخلود قد ضل عن مستقره فإذا شدوه وليد أساه وإذا حلوه عصارة مره ولكن الخلود عند علي محسب ليس خلود الشاعر بل هو خلود مصر منذ العصر الفرعوني حتي أبد الآبدين مهما اعترض مسيرتها من عقبات كأداء وتوالي عليها الغزاة والطغاة. وهي تتسم دون البلدان الأخري بقدرتها علي استيعاب الأجانب الذين يتخذونها مقاماً لهم. فهي تهتم بالثقافات الوافدة بعد أن تنفي عنها. ما يختلف مع عقيدتها. وهي تتسم بالسمات والروح الإنسانية التي تسع كل البشر في كل مكان وزمان. وتلك هي المعاني والقيم التي يعبر عنها علي محسب في ديوانه. د. حسن فتح الباب