أمريكا حركت حاملة طائرات باتجاه السواحل السورية. والدول العربية فرضت عقوبات ضد دمشق. وادعت قطر التي تقود العمل العربي الآن أنها لا تعمل ضد مصلحة الشعب السوري. إنما تتعاطف معه!! من يصدق؟! الدور القطري في ليبيا لم ولن يغيب عن الأذهان. من يقول إن إزاحة نظام بهذا القدر من الوحشية والقتل والدمار كان لمصلحة الليبيين؟! الغرب فشل في استصدار قرار من مجلس الأمن يدين أعمال العنف في سوريا. مثل هذه القرارات تعد خطوة أو تمهيداً لفرض عقوبات واستصدار قرارات بالتدخل العسكري مثلما حدث مع ليبيا!! الغرب حاول جس نبض روسيا والصين عبر استصدار قرار إدانة. لكن موسكو عارضت بشدة. وأعلنت أن الخطأ الذي ارتكبه الناتو في ليبيا لن يتكرر في سوريا!! وعندما عجز الغرب عن تمرير مخططه بشكل قانوني واصباغه بصبغة دولية بسبب "الفيتو" الروسي الصيني. حاولوا تمرير المخطط عبر الجامعة العربية لإحراج موقف روسيا والصين من ناحية. ولإحداث انقسام عربي من ناحية أخري. إلا أن مثل هذا الانقسام لم يظهر أصلاً. وكأن هناك توافقاً عربياً علي عزل سوريا من قبل العرب أنفسهم. بدلاً من إخراجها من أزمتها. لو أن المسألة تنتهي عند إزاحة نظام واستبداله بآخر. لأجزنا مثل هذا التدخل. لكن الأمر كما شاهدنا في ليبيا كانت إزاحة نظام وقتله. وتدمير دولة وتحطيم جيش. أي انهيار دولة بالكامل لتبدأ من الصفر. فإذا تكرر نفس السيناريو مع سوريا فالمسألة تختلف كثيراً. لأن انهيار النظام السوري يقترن به انهيار الدولة وتحطيم أحد الجيوش العربية في مواجهة إسرائيل!! والسؤال: هل هذا في مصلحة مصر؟! الإجابة قطعاً: لا!! لأن مصر مهما كان لديها من قدرات عسكرية لردع العدو أو الأعداء. لا يغني مطلقاً عن وجود جيش سوري يحسب حسابه ويمكن أن يمثل رقماً مهماً في الحرب والسلم!! التضحية بسوريا خطيئة كبري.. وليس من مصلحة مصر مطلقاً أن تشارك قطر هذه الجريمة الكبري. أو أن نكون مجرد "ترس" في ماكينة العمل العربي. ليس هذا دورنا. فدور مصر أن تقود ولا تقاد. أن ترعي مصالحها ومصالح الأشقاء لا أن تأتي علي مصالحها. بترك الساحة العربية للأقزام السفهاء. الذين يتحركون عبر جهاز التحكم عن بُعد!!