يتأزم الموقف يوماً بعد يوم في سوريا يصر النظام هناك علي موقفه بأن ما يحدث مؤامرة خارجية وان هناك عناصر مسلحة ومزودة بالمال والعتاد والدعاية تقف وراء الاضطرابات هناك في محاولة لايهام العالم بأن ما يحدث هناك ليس بثورة أججها النظام بغباوته وقسوته. لقد خرج السوريون في البداية يطالبون بالإصلاح وإذا بالنظام السوري الذي رأي بأم عينيه هروب زين العابدين بن علي في تونس وسقوط حسني مبارك في مصر واحتراق عبدالله بن صالح في اليمن يتجاهل هذه المطالب ويداهم المدن والقري ويقبض علي المعارضين وينشر دباباته في الشوارع تقصف الناس معتقداً ان الأمر سيتم احتواؤه بقليل من العنف إلا ان العنف ولد المزيد والدماء سالت انهاراً وتدخلت في البداية الجامعة العربية لحقن الدماء من خلال مبادرة تهدف في المقام الأول إلي حل الأزمة عربياً وتغلق الأبواب لأية تدخلات أجنبية إلا ان النظام السوري وحتي الآن للأسف الشديد لم يع درس تونس ومصر واليمن. ومع كل مبادرة أو محاولة للتهدئة أو رأب الصدع تظهر ماكينة حزب البعث التالفة تقول وتعيد وتزيد في خطب وكلام يخالف الواقع ويؤدي إلي المزيد من التدهور وآخر منتجات حزب البعث هي ماصدر بشأن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي ادان انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام بشار الأسد في سوريا. ويبدو ان النظام السوري مازال مصراً علي التعامل مع كافة القضايا المستجدة بنفس الطريقة العتيقة وهي اصدار بيانات تلو بيانات مليئة بالعبارات الرنانة والأكاذيب الصدئة ويعيد علي مسامع العالم من جديد عبارات سعيد الصحاف في العراق والقذافي في ليبيا وغيرهم من الرؤساء غير المأسوف عليهم لقد وصفت الخارجية السورية قرار مجلس حقوق الإنسان بأنه "مسيس" ويحرض علي استمرار أعمال العنف والارهاب ضد النظام السوري. نعم القرار سياسي في المقام الأول لان ما يحدث في سوريا ليس رياضة أو اولمبياد هناك نظام يقتل شعبه ويصم أذنيه ولا يسمع النصائح التي قدمت له من القريب والبعيد وكأنه يسرع بنفسه إلي الهاوية.. الشعوب العربية تغيرت وخرجت كاسرة حواجز الخوف واكتسبت العديد من الخبرات فيما بقيت النظم الفاشية علي حالها عاجزة ومتكلسة.