أعتقد أن تخوف البعض من حصول التيار الإسلامي علي أغلبية مقاعد المرحلة الأولي لمجلس الشعب ليس له مايبرره. فهذا التيار أولا وأخيرا يمثله مصريون سيعملون لصالح بلادهم وأبناء وطنهم.. وعلينا أن نضع الثقة فيهم ونتعاون معهم.. ولنجرب بلا تردد. فالانتخابات القادمة بعد خمس سنوات لا أكثر.. وهي مدة قصيرة جدا. أما الخوف غير المعلن أو بالأدق في داخل النفوس من التحول إلي إمارة إسلامية.. فلا وجود له داخل هذا التيار نفسه وداخلنا نحن المصريين.. فمصر دولة عريقة تحتضن كل الأديان وموروثنا الحضاري والثقافي يمنع هذا.. فنحن دولة ولن نكون إمارة.. وكل البرامج تحدثت عن الدولة المدنية وليس الدولة الدينية. ووجهة نظري ان ممثلي التيار بعدما رأوا بأنفسهم اقبال المصريين علي التصويت سيراجعون انفسهم قبل البدء في أي شيء وسيضعون نصب أعينهم منظر التزاحم علي الصناديق.. وإذا كانوا سيفعلون عكس ذلك فعليهم - من الآن - توفير البدائل الفورية.. وألا يتناسوا اننا شعب متدين غير متعصب. وأيضا لابد ان نتعامل نحن المصريين مع الأمور علي طبيعتها ولا ننفعل ونترك من يديرون البلاد يعملون ونعطيهم الفرصة ثم نحاسبهم علي أي قرار فهم المسئولون.. والمثال الواضح علي ذلك ما حدث مع اختيار د.كمال الجنزوري رئيسا للوزراء. فقد هاجت الدنيا ما بين مؤيد ومعارض.. وتناسي الجميع أنه يجب أن نترك الفرصة للجنزوري كي يعمل ثم نحاسبه.. وكانت النتيجة استمراره في التشاور لمدة عشرة أيام لاختيار أعضاء الوزارة ولقاءاته مع تحالفات وائتلافات عدة في محاولة منه للوصول إلي توافق علي التشكيل.. وتركنا البلاد تعاني من الأزمة الاقتصادية وكان المفترض الإسراع بتشكيل الوزارة لتدور عجلة الإنتاج ونعوض ما فاتنا. وأخيرا فإنني لاحظت - كما لاحظ كثيرون - ان التفكير كله من كافة الاتجاهات والتيارات للصراع علي مناصب.. ولم يضع لنا أحد حلا للمشكلة الاقتصادية.. فهل يتصارعون لمجرد الصراع أم يحبون مصر فعلا وليس بالشعارات؟