تعالوا نبنى مصر

بعد نجاح ثورة الشباب العظيمة فى تحقيق أهدافها وإسقاط نظام مبارك.. آن أوان التغيير الفعلى.. تغيير المفاهيم وتغيير السلوكيات.. يجب أن تكون هذه الثورة ثورة على كل ما هو قبيح.. على كل سلوك سلبى كان فى حياتنا.. كانوا يقولون عنا إننا شعب كسول.. لا يعرف معنى وقيمة العمل.. شبابه مغيب.. ليس له مستقبل.. لكن جاءت الثورة لتقول إن شعبنا جسور ثائر يرفض الظلم، وإن شباب مصر هم شباب حر مثقف واعد كان يحلم بالتغيير والحرية واستطاع أن يصنع نموذجاً يحتذى به الشباب فى جميع الدول التى تعانى من استبداد وظلم وديكتاتورية الأنظمة السياسية.. أما الآن.. فحان وقت البناء.. يجب أن نعوض ما فاتنا.. يجب أن نسارع جميعاً فى بناء مصر الجديدة الحديثة المتطورة الديمقراطية.. يجب أن نستعيد السياحة لتعود بكامل طاقتها لمصر.. يجب أن نبدأ فى العمل الجاد بحيث ترتفع معدلات وساعات العمل إلى أقصى حد لها.. يجب أن تعود المصانع والمصالح والهيئات الحكومية لعملها.. حتى نعوض ما فاتنا.
تحية لشهداء الثورة
إن العين لتدمع، وإن القلب ليبكى، وإنا على فراق إخوتنا شهداء الثورة لمحزونون.. هؤلاء الذين سطروا بدمائهم وأرواحهم الزكية سطورا من نور فى تاريخ مصر الحديث.. هؤلاء الذين ضحوا بكل غال ونفيس بأرواحهم فى سبيل تعظيم شأن مصر، آن أوان تكريمهم حق تكريم، والتكريم ليس بالإنشاد والحفلات، ولكن بأن نخلد ذكراهم وأن نشعر أسرهم وذويهم بأن شباب مصر الحر هم أبناؤهم.. فلنضع صورهم فى جميع المصالح الحكومية بدلا من صور الرئيس السابق.. فى كل مكان فى الشركات وفى منازلنا.. حتى لا ننسى أن فى مصر شبابا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. حتى يكونوا دائما ملهمين لهذا الشعب مصممين على المضى قدماً لبناء مصر الحديثة.
حاكموا المحافظين الفاشلين وعلى رأسهم «وزير»
الآن وبعد أن سقط نظام مبارك وفُتحت ملفات الفساد المسكوت عنها.. آن الأوان لأن نحاكم ونحاسب كل من أساء لشعب مصر.. كل من أهانه وأضره.. آن الأوان لمحاكمة المحافظين الفاشلين الذين تحكموا فى مصائر العباد من فقراء شعب مصر.. الذين لم يلتفتوا إلى المهمشين أو أصحاب المظالم.. حاكموا محافظ القاهرة على ما ارتكبه فى حق أهالى منطقة جبل عز والمواردى وبطن البقرة وتبة فرعون ورملة بولاق واسطبل عنتر والمرج وعزبة القرود وغيرها، فهؤلاء يشربون مياه المجارى ويعيشون حياة لا تليق بالحيوانات فى منازل متصدعة، وسيادته كان (ودن من طين وودن من عجين).. إن عبدالعظيم وزير مسؤول عن جميع الكوارث التى يعانيها سكان العشوائيات فى القاهرة.. لقد نسى دوره كمحافظ فى خدمة المواطن، والنتيجة المئات راحوا ضحايا حادث صخرة الدويقة، وكان كل همه البحث عن كبش فداء متناسيا دوره كمحافظ فى توفير الحياة الكريمة للمواطن داخل محافظته..
حاكموا محافظ الشرقية على ما يعانيه أهالى كفر الحصر وغيرها من قرى المحافظة.. حاكموا محافظ السويس على ما يحدث فى عزبة الصفيح ومنطقة أبوسيال وكفر الحامول.. حاكموا محافظ الإسماعيلية على ما يلاقيه شعب المحافظة فى مناطق عزبة نصرالله وأبوصوير وأبوبلح.. حاكموا محافظ أسوان على ما يعانيه الناس فى قرية أبوالريش (منطقة مخرات السيول).. حاكموا محافظ دمياط على سوء أحوال المواطنين فى منطقة شطا وعشش رأس البر.. حاكموا محافظ حلوان على معاناة أهالى قرية الشرفا وغيرها من قرى المحافظة.. حاكموا محافظ الجيزة عن تردى أحوال المواطنين فى عزبة حرب.. حاكموا محافظ القليوبية على ما يعانيه أهالى منطقة طرة القليوبية من تلوث.. حاكموا محافظ الدقهلية على الحياة اللاإنسانية التى يعيشها أهالى جزيرة العزبى وغيرها من قرى المحافظة.
حاكموا محافظ المنوفية عن تدهور أوضاع كفر منصور وغيرها من القرى.. هؤلاء، وغيرهم كثيرون يستحقون المحاكمة على ما ارتكبوه فى حق الشعب.. حاكموا محافظى الصعيد وغيرهم كثيرون.. إن هؤلاء الفاشلين جميعاً كانوا وقوداً للثورة بسبب ما ارتكبوه من جرائم فى حق المواطنين الشرفاء من أهل مصر.. إنى أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإقالة كل محافظ فاشل أساء للمواطنين ولم يراع حقوقهم الآدمية.. لقد بُحّ صوتى على مدار الأعوام الماضية من خلال برنامجى «واحد من الناس» لعزل هؤلاء المحافظين الفاشلين الذين أطلقت عليهم من قبل لقب (مجلس المحافظين على كراسيهم).. آن الأوان لأن يكون اختيار المحافظين بالانتخاب.. وليس بالنظام المعمول به.. آن الأوان لأن ينعم المواطن بحياة كريمة وأن يشرب مياهاً نظيفة وينعم برغيف عيش ليس به حصى أو مسامير.
إن ثورة 25 يناير يجب أن تنعكس نتائجها على حياة جميع المصريين فى كل محافظات وقرى ونجوع مصر، وأتمنى أن تكون أولى هذه النتائج الملموسة هى إقالة مجلس المحافظين الحالى والاستعانة بأناس أكفاء من الشعب يشعرون بحجم المرارة والألم الذى كان يعانيه طيلة الثلاثين عاماً الماضية.
amrellissy@hotmail.com