الفيلم السينمائي الذي هز أمريكا اسمه "إدجار هوفر" وهو عن الرجل الذي يحمل هذا الاسم وظل 48 عاماً رئيساً لمكتب التحقيقات الفيدرالي "الاتحادي". عمل مع 48 رئيساً أمريكياً وكانوا جميعاً يخشونه فهو يعرف أسرارهم وأسرار أسرهم. كما كانت أمريكا كلها تخافه باستثناء جماعة واحدة هي عصابات المافيا. وكان هوفر لا يقترب منها ولا يعتقل أحداً من أفرادها أو يهاجمهم وكان يبرر ذلك بأنه لا خوف علي أمريكا من المافيا. أما الحقيقة فهي أن هوفر نفسه كان يخاف من المافيا ويخشي أن تفضحه وتكشف سره. أما هذا السر الذي أذاعه وفضحه الفيلم فهو أن هوفر كان شاذاً مع نائبه في المكتب الاتحادي "نولسون". والفيلم لا يبين بوضوح أن هوفر كان شاذاً ولكنه يقدم لقطات يظهر فيها الاثنان في مشاهد توحي بذلك. وعندما توفي هوفر فإنه أوصي بكل ثروته لنائبه نولسون الذي انتقل للإقامة في قصر هوفر. وبعد وفاته دفن في قبر يبعد أمتاراً قليلة عن هوفر وكأن الاثنين بقيا متجاورين مع الموت كما كانا في الحياة. الفيلم قام ببطولته وأدي دور هوفر ليوناردو دي كابريو وأخرجه كلينت إيستوود. أهم ما يقدمه الفيلم أن هوفر كانت لديه بحكم عمله معلومات وثيقة عن رجال البنوك والمجتمع والوزراء وكل المسئولين الأمريكيين علي امتداد 48 سنة. ومن هنا فإن أمريكا كانت تصاب بالرعب منه وهو يبدو ضعيفاً رقيقاً مع نولسون. والغريب في الأمر أن إيستوود توجه إلي مكتب المباحث الفيدرالية يطلب مساعدته لإخراج الفيلم وتقديم ما لدي المكتب من معلومات عنه. وبطبيعة الحال فإن ما لدي المكتب من معلومات كان قليلاً جداً لأن المكتب أراد أن يحمي الرجل الذي أداره نصف قرن!