يوم الإسكندرية يبدء ليلاً لتنعكس أحداثه علي ساعات الصباح وهو ربما ما ترك في نفوس أبناء الإسكندرية حالة من الفزع للأحداث الدامية التي شهدتها منطقة سموحة أرقي مناطق الثغر التي تحولت إلي وكراً للبلطجية والحرامية وأطفال الشوارع فقد انتشر علي مواقع "الفيس بوك" فيديو قصير يوضح لحظات نزول قوات الأمن المركزي لحماية منطقة سموحة من مديرية الأمن وسط هتاف من أبناء المنطقة وتصفيق حاد منهم للشرطة وترديد كلمة "رجالة" بينما يردد جنود الأمن المركزي كلمة "مصر". قام أبناء منطقة سموحة بإرسارل اللقطات المصورة إلي الأصدقاء والاقارب لتوضيح الحالة التي وصلت إليها المنطقة لولا نزول قوات الأمن وأصبح هذا الفيديو القصير مثار حديث الأندية الاجتماعية والقاصي والداني حول حالة الإنهيار التي تعاني منه منطقة سموحة. ولعل الأحداث الدامية التي مازالت مستمرة حتي الآن من خلال مجموعة من البلطجية مازالت تلقي بالمولوتوف والحجارة علي قوات الأمن بعد أن ظهرت ومعها سيوف وأسلحة بيضاء استعداداً للمواجهات الأمنية ولاتزال قوات الأمن تلقي عليهم بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وفي الوقت الذي ظهر فيه البلطجية بصورة ملحوظة مستغلين حماسة الشباب. دعت جماعة "ستة ابريل" جبهة "أحمد ماهر" للانسحاب من الاعتصام بميدان فيكتور عمانويل لسموحة لوجود وجوه غريبة لا تريد الالتزام ووجود اعتداءات وتحرشات ببعض السيدات.. ولاحظت جبهة ستة ابريل رفض هذه الوجوه الإنصياع للجنة المنظمة وأصروا علي حمل السلاح الأبيض واكتفت الجماعة بوجود لجان شعبية لمنع الاحتكاكات والمواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين وتدرس "ستة ابريل" نقل الاعتصام إلي المنطقة الشمالية. الجدير بالذكر ان إحدي المعتصمات قد واجهت موقفاً صعباً حينما هاجمها أحد البلطجية بواسطة توناية بدون أرقام ومعه أصدقاؤه. وتمكن المعتصمون من ضبطه بعد أن كاد يخطف "الفتاة" وانهالوا عليه بالضرب المبرح. ولكن أصدقاءه عادوا بالأسلحة البيضاء وهاجموا المعتصمين لانقاذ زميلهم ولاذوا به بالفرار. وأصيبت الفتاة بصدمة عصبية حادة لما عانته من لحظات صعبة كادت تفقد فيها حياتها. من الأحداث المؤسفة أيضا مهاجمة مجموعة من البلطجية لسيارة أمن مركزي اثناء سيرها بشارع علي بن أبي طالب بسموحة للتزود بالبنزين وأنهالوا ضربا علي "5" من جنود الأمن الأمركزي ولولا يقظة اللجان الشعبية التي أبلغت مديرية الأمن فأرسلت مدرعتين لانقاذ الجنود وأحباط محاولة سرقة السيارة واحراقها وذلك في أطار أعمال البلطجة المنتشرة بمنطقة سموحة. من ناحية أخري قام الشباب المعتصمون بتحذير المتظاهرين من التعامل مع "التوك توك" الذي انتشر فجأة أمام مبني مديرية الأمن بسموحة لنقل المتظاهرين المصابين باختناقات من جراء الغازات المسيلة للدموع. بعد أن تبين قيام بعض "التكاتك" بسرقة المصابين مستغلين حالة الإغماء أثناء نقلهم والقائهم في الشارع للبحث عن ضحية جديدة. وطلب المتظاهرون من زملائهم ان يكون هناك مرافق مع أي شخص يصاب بالاغماء لحمايته من السرقة بعد أن تبين أن بعض العاملين علي هذه السيارات أهدافهم اجرامية. ** تمكنت قوات الشرطة بمعاونة اللجان الشعبية من ضبط "140" من مثيري الشغب عثر بحوزة "16" منهم علي أسلحة بيضاء ومولوتوف وتم إخلاء سبيل"24" منهم لكونهم أحداث وبرروا القاءهم بالطوب علي قوات الشرطة بأن هناك من أعطي لهم أموالا للقيام بذلك دون أن يستطيعوا الأرشاد عنه. ** قام بعض البلطجية بقطع طريق 15 مايو بالنيران المشتعلة بواسطة الكاوتش لمنع الأمن المركزي من المرور إلا أن اللجان الشعبية تمكنت من محاصرة البلطجية وإطفاء النيران بمعاونة قوات الشرطة. ** أقامت مديرية أمن الإسكندرية مستشفي ميدانياً داخل المديرية لعلاج الضباط والجنود المصابين باختناقات من الغاز أو بالطوب.. حيث أصيب "5" ضباط باصابات مختلفة واثنان من الجنود بلطقات نارية بالقدم!! ** انخفض عدد الخيام المقامة من قبل المعتصمين بميدان فيكتور عمانول بعد أنسحاب ستة ابريل وبقيت أعداد قليلة تحميها اللجان الشعبية من هجوم البلطجية. من ناحية أخري امرت نيابة سيدي جابر بحبس كل من حسن محمد ومحمد متولي وفؤاد محمد فضل أربعة أيام علي ذمة التحقيقات لقيامهم بسرقة محطة البنزين المجاورة لمديرية الأمن تحت تهديد السلاح. أعلن حزب الإصلاح والتنمية بالتبرع بمصاريف دعايته الانتخابية خلال اليومين الماضيين لصالح علاج المصابين الذين اصابتهم رصاص الشرطة وطالبوا جميع الأحزاب والمرشحين المساهمة في العلاج والوقوف بجانب أسر الشهداء وزيارتهم بالمستشفيات. وتعود للإسكندرية التي تعيش احياؤها بغربها وشرقها بعيداً عن الأحداث تماماً ولا تبدو الحياة فيها متأثره إلا بأعمال البلطجة والخوف من السطو المسلح ولولا الانتخابات التي تساعد المواطنين علي التحرك وتخلق حالة رواج سياسي لاختفي الجميع داخل منازلهم عكس الحال في قلب الإسكندرية حيث اختفت مسيرات زفاف العرائيس بالسيارات ليلاً كما هو معتاد. وأغلقت المحال التجارية أبوابها مبكراً مع خلوها من كل ما هو غال أو نفيس.. في الوقت الذي مازالت فيه عمليات التأمين المكثفة متواجدة داخل الأقسام سواء من رجال الشرطة أو من اللجان الشعبية خوفاً من عمليات اجرامية لابطال الانتخابات وتأجيلها. ** ولعل من الملاحظ هو انعكاس حريق سنترال المنشية الذي نشبت النيران فيه بحجرة المحولات بالدور الأول لتقضي علي المكاتب الإدارية والعيادة وغرف الدور الأول نتيجة لماس كهربائي علي أداء الخطوط التليفونية بمنطقة محطة الرمل والمنشية التي شهدت انقطاع في الحرارة وعطلاً علي ساعات متفرقة بخدمة "140" وهو ما دعا إلي قيام تجار المنطقة بتشكيل لجان شعبية حول السنترال لحمايته خوفاً من أي عملية تخريبية خاصة وأن الحريق الذي شارك في اطفائه "أربع سيارات" بخلاف جهود المواطنين قد أثار حالة من الذعر خوفاً من امتداده إلي المنطقة المحيطة به. من المؤسف أن اعطال الكهرباء بأعمدة الإنارة بالشوارع الرئيسية والتي حولت الإسكندرية إلي مدينة شبه مظلمة في ظل اختفاء رجال المرور أغلب الوقت من الشوارع الرئيسية والفرعية خوفا من التعرض لهم من قبل البلطجية. وأخيراً فإن الاسكندرية تعيش الساعة بساعتها فالنهار يشهد حالة من التكدس علي عمليات الشراء للمستلزمات الرئيسية خوفاً من النزول ليلاً.. بينما يتحول الليل إلي كابوس مزعج خوفاً من الانفلات الأمني أو الهجوم علي أقسام الشرطة في ظل غياب التيار الديني عن أي حماية شعبية ومع الدعوة لمظاهرات جديدة تنتشر حالة من الذعر بمنطقة سموحة التي أصبحت مستهدفاً لسرقتها وحرقها ومع كل هذا وذاك فالكثيرون لا يعلمون ما يحدث من اعتداءات علي مديرية أمن الإسكندرية إلا من خلال وسائل الإعلام بعد أن تجنب أبناء الثغر المرور من الشوارع المؤدية لسموحة ليزيدوها عزله عن باقي الإسكندرية حتي يتم إيجاد حلول لما تتعرض له من هجوم منظم لأهداف غير معلومة.