بالرغم من المظاهرات الحاشدة التي شهدتها الإسكندرية نهارا والأحداث الدامية ليلا إلا انها أشبه بالجزر المنعزلة فالحال بالعديد من مناطق الإسكندرية يختلف عن حرب الشوارع بمنطقة سموحة من حيث الهدوء وممارسة الحياة بصورتها الطبيعية.. وبوجه العموم فإن منطقة سموحة أصبحت بالفعل أشبه بمنطقة حرب وأطلق عليها أهالي المنطقة "حرب شوارع سموحة" بسبب عملية الكر والفر بين الأمن المركزي والمتظاهرين. وشهدت المنطقة العديد من الأحداث المؤسفة منها إصابة 39 شخصا بينهم جنود بالأمن المركزي وضباط وشباب من المتظاهرين وبينهم "10" في حالة خطيرة. كما شهدت المنطقة قيام بعض المتظاهرين بإشعال النيران داخل صناديق القمامة ووضعها في صف بعرض الطريق لإيقاف مدرعات الأمن المركزي بالإضافة إلي الطرق عليها بالعصي لإصدار أصوات مفزعة طوال الليل ولم تعد تصلح صناديق القمامة للاستخدام مرة أخري.. كما استمر بعض المندسين بين المتظاهرين في إيقاف السيارات عنوة للحصول علي بنزين من أجل زجاجات المولوتوف وسرقة البنزين من السيارات المتواجدة أسفل المنازل. علي الجانب الآخر أكد الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية ان "ألفا" من شباب السلف وأعضاء الجماعة السلفية قد قاموا بعمل حاجز بشري حول مديرية الأمن لحمايتها من الاعتداء عليها من قبل البلطجية ليلا وحتي الساعات الأولي من الصباح ولكن سوء تخطيط اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية أدي إلي التعدي علي الشباب السلفيين ليصاب منهم 9 فانسحبوا من أمام المديرية. ومن ناحية أخري وبالرغم من محاولة أبناء العديد من المناطق الشعبية بالإسكندرية الوقوف كدروع بشرية لحماية المديرية من السرقة والنهب إلا ان قسم سيدي جابر تعرض مع الساعات الأولي من الصباح لمحاولة السرقة والإحراق لنعود لأحداث 28 يناير المؤسفة ولولا سرعة انتقال رجال الشرطة وأبناء المنطقة لتم حرق القسم الذي تم قذفه بزجاجات مولوتوف وإحراق سيارة خاصة بأحد المواطنين كانت تقف بشارع جانبي بالمنطقة القريبة من القسم وهو ما دعا الجماعة السلفية إلي تشكيل لجان شعبية لحماية قسمي المنتزه أول والدخيلة كما قام بدر عبدالمولي رئيس اللجان الشعبية بغرب الإسكندرية بتشكيل لجان لحماية أقسام الشرطة بالعامرية أول وثان والنقاط الشرطية التابعة لها وكذلك الحال ببعض المناطق الشعبية التي يقوم أبناؤها بحماية الأقسام مثل منطقة اللبان والعطارين خوفا من تعرضها للسرقة والنهب والإحراق. كانت الإسكندرية قد شهدت في أعقاب صلاة الظهر أمس مظاهرة حاشدة شارك فيها طلبة الجامعات وشباب الدعوة السلفية وائتلافات الشباب انطلقت من مسجد القائد إبراهيم وكان من الملاحظ ان كل مجموعة لها الهتافات الخاصة بها بالرغم من وجود سيارة بميكروفون تسير في مقدمة المظاهرة فأتي الهتاف الأمامي مخالفا للهتاف الخلفي وكانت أهم الهتافات "قالوا علينا بلطجية وهم شوية حرامية" وهتاف آخر "المسلمين أهم" و"ثورة.. ثورة حتي النصر" والمطالبة برحيل المجلس العسكري ودعوة المواطنين للانضمام إلي المظاهرة. سارت المظاهرة حتي المنطقة الشمالية ليزيد عددها إلي ما يقرب من 7 آلاف متظاهر أغلقت المنطقة بأكملها إلا ان المظاهرة كانت سلمية ولم يتم التعرض للمنطقة العسكرية.. وقامت الجبهة الإسلامية بتوزيع منشور علي المتظاهرين طالبت فيه استكمال ثورة 25 يناير وتولي الشعب مقاليد الحكم وانتقاد التعامل العنيف من قبل جهاز الشرطة مع المتظاهرين وتسليم البلاد لسلطة مدنية والإفراج عن المعتقلين في الفترة الأخيرة. شهد ميدان مسجد القائد إبراهيم شعارا جديدا وهي "إحنا شباب الميدان مش عاوزين سلفي ولا إخوان" وهو ما يؤكد اختلاف اتجاهات القوي السياسية. .. نظم العشرات من الصحفيين بالإسكندرية وقفة احتجاجية أمام مبني النقابة بمحطة الرمل احتجاجا علي ما تعرض له الصحفي "سرحان سنارة" بالأخبار من عنف في التعامل من قبل قوات الشرطة رافضين الإساءة لأعضاء النقابة بأي صورة من الصور. .. أقيم مستشفي ميداني بمنطقة سموحة بالقرب من مديرية الأمن يضم أطباء متطوعين لإسعاف المتظاهرين المصابين بحالات اختناق من القنابل المسيلة للدموع. .. أغلقت المحال التجارية بمنطقة سموحة والمولات أبوابها تماما خوفا من تعرضها للنهب والسرقة من جراء الهجوم علي مديرية الأمن التي لا تزال تتعرض لهجمات منظمة بالطوب والمولوتوف لليوم الرابع علي التوالي ولعل من الطرائف هو اختفاء أسامة الفولي محافظ الإسكندرية من الأحداث تماما بالرغم من اتصاله المستمر مع ائتلافات الشباب وكان الأجدر به ان يكون له دور إيجابي في الأحداث الدامية. .. أخلت نيابة شرق الإسكندرية سبيل كل من "ريم.أ" و"أحمد.ف" و"ماجد.ع.أ" علي خلفية اتهامهم بقتل بهاء السنوسي في أحداث مديرية الأمن. وكانت الجماعة الإسلامية قد أعلنت تنصلها للشاهدين في محضر قتل "السنوسي" مؤكدة انه لا علاقة لهما لا بالسلف ولا بالجماعة وانهما مفصولان منذ سنوات عديدة. ونتيجة لحالة الكر والفر بين المتظاهرين ورجال الأمن. لقي مواطن يدعي شريف كامل عبدالحميد 38 سنة مصرعه بطلق ناري في منطقة سموحة. أثناء سيره مع زوجته عائدين إلي منزلهما.