أحداث دامية شهدتها الإسكندرية امتدت إلي محاولة الهجوم فجراً علي مديرية أمن الإسكندرية وكان قد شيعت جنازة المتوفي "بهاء الدين عبدالماجد السنوسي" "26 "التيار المصري" والذي لقي مصرعه في التظاهرات التي حاولت اقتحام مديرية أمن الإسكندرية إثر اشتباكات بين أفراد الشرطة والمتظاهرين الذين زحفوا من أمام المنطقة الشمالية حتي مديرية الأمن آخر مطافهم. وشهدت جنازة "بهاء" تجمع أعداد كبيرة من الشباب من مختلف الائتلافات والانتماءات حاولوا من بدايتها نقل الجثمان من مشرحة كوم الدكة إلي مسجد القائد إبراهيم إلا أن أسرته رفضت وأصرت علي خروج الجثمان إلي مدافن المنارة مباشرة. كما شهدت الجنازة رفضاً من أسرة المتوفي للمسيرة الشبابية التي نددت بالمجلس العسكري ورددت هتافات ضد الداخلية ومديرية أمن الإسكندرية.. ولعل من الملاحظ أثناء الجنازة هو اختفاء الجماعة السلفية وأيضاً الإخوان المسلمين الذين أصدروا بياناً بمشاركتهم في الجنازة إلا أن تواجدهم لم يكن ملحوظاً. ومن المفارقات الغريبة أثناء الجنازة الحاشدة هو حدوث اختلاف في الرأي بين أسرة المتوفي والمتظاهرين حول الأسباب التي أدت إلي وفاة "بهاء الدين السنوسي".. حيث أكدت أسرته أن الاصابة من الخلف والمتظاهرين انها من الأمام مؤكدين "أي أسرة المتوفي" أنهم قد حضروا التشريح ولاحظوا أنه لا إصابات في الوجه وأن الاصابة من الخلف ورجحوا أنها من ضربة "قالب طوب" إلا أن المتظاهرين أصروا علي أن أسرة المتوفي قد تعرضوا للتهديد لتغيير أقوالهم.. وظلت الجنازة الحاشدة هكذا ما بين هتافات تطالب بإقالة حكومة عصام شرف وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني وما بين مشادات حول الطريقة التي توفي بها "بهاء السنوسي" ومن الواضح أن أسرته لم تكن تريد هتافات أثناء الجنازة خاصة وأن هناك أقاويل تؤكد أن تقرير الطبيبة الشرعية أن الوفاة نتيجة لسقوط جسم صلب علي رأس المتوفي ووجود جزء منه بالرأس وعدم وجود رصاصة بالرأس وهو ما أكدته أسرة المتوفي ومحل جدال حتي ظهور التقرير النهائي للطب الشرعي. وكان المستشار "محمود الخضيري" المرشح لانتخابات مجلس الشعب وبعض المرشحين قد شاركوا في تشييع الجنازة. *** والمؤسف هو ما حدث في أعقاب عملية الدفن حينما توجهت المسيرة الغاضبة إلي مقر مديرية أمن الإسكندرية بسموحة للتعبير عن غضبهم إلا أن بعض البلطجية انضموا إلي مسيرة الشباب مستغلين حماسهم وأخذوا في قذف مديرية الأمن بزجاجات مولوتوف أحضروها معهم في حقائب تحتوي أيضاً قوالب من الطوب وأشعلوا النيران في كاوتش سيارات قاموا بإحضارها معهم وهو ما جعل قوات الأمن المركزي تتعامل معهم بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق الأعداد المحاصرة للمديرية وتم تحويل مسار السيارات من جانب المديرية خاصة وأن السيارات لم تكن تستطيع تجنب المتظاهرين الذين يجرون في جميع الاتجاهات وقد قامت مديرية الأمن بضبط "10" متظاهرين حتي الآن من الذين هاجموا المديرية. في نفس الوقت توجهت مظاهرات أخري إلي المنطقة الشمالية مرددة نفس الشعارات المعادية للمجلس العسكري ووزارة الداخلية و مطالبة بمجلس رئاسي مدني. وكانت الإسكندرية قد شهدت مظاهرات شبابية أمام مسجد القائد إبراهيم تنادي بنفس المطاب وتوجهت إلي مشرحة كوم الدكة حيث كانت تتم عملية تشريح المتوفي "علاء السنوسي" وأصروا علي دخول أحد المحامين وأحد أقارب المتوفي حضور عملية التشريح التي أوقفتها الطبيبة الشرعية بسبب الأصوات المرتفعة والتزاحم علي باب المشرحة مطالبة بالهدوء حتي تتمكن من أداء عملها ورفض المتظاهرون حضور أحد ضباط مديرية الأمن لعملية التشريح وطالبوا بخروجه من المشرحة حتي لا يكون له تأثير علي التقرير الطبي.