من يحمي منطقة سموحة أرقي أحياء الإسكندرية بعد أن تحول الأمر بها إلي كارثة؟ فلليوم السادس علي التوالي تتعرض منطقة أمن الإسكندرية إلي غزو ممنهج من أطفال الشوارع والبلطجية والزبالين واللصوص الأهالي يستغيثون من اقتحام منازلهم والاشجار تحرق.. ومحطات البنزين تنهب.. وشيخ جامع حاتم أكبر مساجد المنطقة يدعو من المآذن لصلاة الحاجة لحماية المنطقة من الكارثة القادمة.. والأمن يستميت لحماية مديرية الامن.. وشباب الثورة يعتصم بميدان عمانويل وحوله المستشفيات الميدانية. باختصار فإن منطقة سموحة عرضة للزوال وبدون أي حماية تذكر بعد أن عجزت اللجان الشعبية عن حماية مساكنها ومساعدة قوات الأمن. الاحداث الدامية بمنطقة سموحة أخذت في الاشتعال في أعقاب صلاة العصر حيث بدأ الهجوم مبكرا من قبل مجموعات منظمة ظهرت لأول مرة وهم جامعو القمامة الجائلون الذين حضروا بالكرتات التي تجمع القمامة حاملين معهم صناديق محملة بزجاجات المولوتوف. الأغرب هو ادخال تعديل عليها بتزويدها "بالشحم" حتي تظل مشتعلة أطول فترة ممكنة في أعقاب سقوطها علي الأرض ومع الكميات الكبيرة من الزجاجات يتبين أن العمل عليها كان طوال النهار كما ان جمعها يتم بواسطة جامعي القمامة.. ولم تمض سوي ساعات قليلة حاولت خلالها اللجان الشعبية من أبناء منطقة سموحة الدفاع المستميت بالتشابك بالأيدي مع البلطجية واطفال الشوارع ومدمني "الكلة" الذين حملوا زجاجاتهم معهم دفاعا عن مديرية أمن الاسكندرية والتي وقف حولها قوات من الأمن المركزي والمباحث الجنائية وأفراد الشرطة والشرطة السرية وأمناء الشرطة الذين رفضوا ترك أبواب المديرية ليل نهار. * ارتفعت أصوات الصراخ هنا وهناك بصورة جنونية بعد أن تبين قيام البلطجية للسيطرة علي هجمات اللجان الشعبية باشعال النيران في الاشجار المحيطة بمحطة البنزين القريبة من مديرية الامن وتقع في قلب "مدينة الاطباء" وهي مدينة سكنية تتبع نقابة الاطباء في محاولة لاحراق محطة البنزين واحراق المنطقة كما قام البلطجية بسلب المحطة بالكامل.. وسارع الأهالي بالنزول إلي الشارع بجراكن المياه من جميع الانحاء وأيضا خرج عمال الاندية المجاورة بسموحة للمشاركة في انقاذ المنطقة حتي وصلت سيارات الاطفاء بعد أن تم تأمينها لمحاولة البلطجية التعرض لها وقاموا بالسيطرة علي النيران قبل أن تتحول لكارثة. علي الجانب الآخر ايضا شهدت المحال التجارية والشقق السكنية بالأدوار الاولي والسفلية من العقارات بسموحة محاولة البلطجية واللصوص واقتحامها وسرقتها والاختباء داخل شرفات الدور الارضي وسرقة ملابس المواطنين المعلقة علي أحبال الغسيل وهو ما جعل أصوات الصراخات تتعالي طالبين النجدة والحماية وكلما انتقلت قوات الشرطة لتلبية النداء سارع اللصوص للفرار لمكان آخر وكأنها محاولة لتفريق قوة الشرطة وانهاكها وترويع المواطنين. دعا امام مسجد الشيخ حاتم أكبر مساجد المنطقة إلي الدعاء بالميكرفونات للاهالي لأداء صلاة الحاجة طلبا للحماية من الله لنجدة المنطقة من النهب والسرقة والدعوة الي تهدئة النفوس وطالب الاهالي بحماية ممتلكاتهم ومعاونة الشرطة للقضاء علي البلطجة. العربات التي تقوم الدواب بجرها حاملة المولوتوف كانت تفرغ حمولتها وتسارع للتعبئة من جديد وقد حاولت "المساء" الاسبوعية التحدث مع بعض محاولي اقتحام مديرية الأمن فأكد بعضهم انهم من منطقة أبو سليمان والبعض الآخر من عزبة البكاتوش وآخرين من منيا القمح وآخرين من محافظة كفر الشيخ حضروا لمساعدة زملائهم في هدفين أولهما الاستحواذ علي ما يملكه الآخرون بالمنطقة لانهم أكثر ثراء ويعيشون في منطقة راقية وحياة رغدة نتيجة للسرقة ثلاثين عاما!! بينما من يسكنون في "عزب" والبعض الآخر يريد أوراقه الجنائية من مديرية الامن لأنها تحمل بيانات كاذبة عنه كمسجل ولذلك يحاولون اشعال المديرية. مكث المعتصمون من الاحزاب والائتلافات بعد منتصف الليل بميدان فيكتور عمانويل يتابعون الموقف عن بعد وتصل اليهم غازات القنابل المسيلة للدموع وقامت المستشفيات الميدانية باسعاف كل من يصل اليها مصابا بالاختناق. بعض حراس العقارات استغلوا الموقف لتأجير اسطح العقارات دون علم السكان للقنوات التليفزيونية مقابل "500 جنيه في اليوم" وإذا كان السطح بدون سور فيتم تأجيره ب "300 جنيه" ويتم اغلاق الباب علي القنوات التليفزيونية من الخارج خوفا من اقتحام البلطجية وفتح باب الاسطح لهم باتصال مع البواب.. وكان سكان المنطقة قد أصبحوا يرفضون استضافة القنوات التليفزيونية في شرفهم بعد تعرضهم لإلقاء المولوتوف عليهم من قبل البلطجية الذين يرفضون تصويرهم ويحاربون ويعتدون علي أي كاميرا تلتقط لهم صوراً حية لما يحملونه من سيوف وحجارة ومولوتوف.