بني وطني.. مَن كان منكم بلا خطيئة فليرم مصر بحجر.. بني وطني.. لماذا تتحالفون عليها لتخريبها وتفتيتها ليتداعي عليها الأكلة من كل جانب؟! فالذي يحدث منذ السبت الماضي حتي الآن هو استمرار لهدم مصر. وتشويه لعريق تاريخها. وانتقاص من عزتها وكرامتها.. ونتساءل عن المتسبب في ذلك. ومسئولى عنه؟! هل هو المجلس العسكري الذي يماطل في تسليم السلطة إلي قيادة مدنية.. ويتراجع كثيراً في قراراته. أم الحكومة الضعيفة ورئيسها الأضعف الذي لا يملك الرؤية المستقبلية ولا الشفافية في مواجهة الفئويات. ولا يعرف كيف يدير الأزمات.. ويدور في حلقة مفرغة لا يستطيع الخروج منها؟! أم الشرطة بماضيها الدموي والقمعي. وانكسارها الحالي هي المسئولة عن ذلك. وإن ظهرت في الأيام الماضية بشكل أكثر قمعاً.. وإذا كان وزير الداخلية ينفي أن الشرطة قد أطلقت رصاصاً علي المعتصمين.. فمَن أطلقه إذاً؟! أم مسئول عنه التيارات الدينية التي تريد أن تبدو كجزء من الصورة بأي شكل من الأشكال. وتتعجل الانتخابات قبل الدستور لتصل إلي الحكم. وتفصل دستوراً علي مقاسها. يتماشي وأفكارها المتشددة. وقد فاتتنا فرصة أن يكون الدستور أولاً لكي يُصاغ دستور لمصر يناسب حجمها وقدرها. ويعيد رسم خريطتها السياسية من جديد؟! أم المسئول عن ذلك بطء العدالة غالباً. وغيابها كثيراً.. فإذا ما سرق مواطن رغيفاً ليأكله تتم محاكمته فوراً ويتواري خلف أسوار السجون.. أما مَن سرقوا أمة بأكملها ونهبوا خيراتها وأفسدوها سياسياً. وقصفوا زهرة شبابها. وقضوا علي أحلام وآمال شعبها. فهم لصوص 5 نجوم. من أول المخلوع الذي سُجن في أفخر المستشفيات بشرم الشيخ. ثم المركز الطبي العالمي. وكأنه مازال حاكماً وليس مسجوناً. إلي وزير الانفلات الأمني الذي أجريت له عملية المياه البيضاء في مستشفي الشرطة.. ولكن مَن ضاعت عيونهم وأبصارهم من قنابله ورصاصاته فلا يجدون اليد الحانية التي تخفف من آلامهم وتُضمد جروحهم. وحتي الآن لم يصرفوا تعويضاتهم. أضف إلي ذلك أن محاكمة رءوس الفساد طال أمدها.. وكنا نأمل أن تشكل محكمة ثورة.. عدالتها ناجزة وأحكامها نافذة. ولكن لم يتم ذلك؟!! أم المسئول عنه الإعلام الذي نافق الحكام قبل الثورة. ثم نافقها وثوارها آكلاً علي كل الموائد.. يطيش بسهامه هنا وهناك. وينفث بسموم الفُرقة والخلاف لتدمير البقية الباقية من حُبنا لها.. ويؤدي بنا إلي حرب أهلية؟! .. ونتساءل: أين المرشحون للرئاسة من تلك الأزمات التي تمر بها مصر. وما يحدث فيها؟!.. أليس ذلك مَحَكّاً حقيقياً وقوياً لمعرفة قدر كل منهم علي قيادة البلاد؟!.. ولكنهم وقفوا متفرجين وكأن الأمر لا يعنيهم.. فالفرصة متاحة أمامهم لتوحيد أفكارهم. وقواهم للخروج بالبلد من تلك الأزمات بدلاً من الحديث عن العشوائيات أو سكان المقابر أو جلد السائحين إذا مشوا عرايا أو شربوا الخمور.. ثوبوا إلي رشدكم وعودوا إلي صوابكم.. فمصر أولاً وقبل الدستور وقبل الانتخابات وقبل الأفراد.. ومصر لن تُختزل في كلمة واحدة وإن كانت ثورة.. ومصر إن مرضت فهي لم تمت ولن تموت.