هل تسمعني؟!

عندما تغلق أذنيك عمداً فأنت أصم. وعندما تغمض عينيك عن الحقيقة فأنت أعمي بارادتك. وغبي وأحمق عندما تريد أن يسمعك الآخرون ويرون ما تري أنت فقط دون ان تسمعهم!!
هذه هي الحالة التي يعاني منها معظم المصريين الآن. أو هكذا يبدو المشهد في الشارع وفي الفضائيات وفي التحرير وعلي المقاهي وحتي في العمل. نادراً ما تجد مختلفين يتفقان. لا احد يسمع سوي نفسه ولايري الا نفسه وتصوره وكلنا ننكر بعضنا البعض. والدول لاتصاغ هكذا. ولاهكذا تبني الديمقراطيات الحديثة ولا الدول الكبري او العصرية؟!
ارجوك حاول ان تسمع الآخرين اسمعني حتي اسمعك واراك. فان لم تسمعني فلن اسمعك ولن تجبرني علي سماعك بالقوة. والديمقراطيات لاتبني بالمظاهرات ولا بالضغط علي الحكومات والعباد.
الديمقراطيات تبنيها القوانين والدساتير وصناديق الاقتراع فقط ولم نسمع قط عن ديمقراطية تأسست عبر الفوضي أو قسراً وكرهاً رغم أنف الجميع!!.
الا تعلم أن مصر لنا جميعاً وليست لفئة او جماعة بمفردها. وان لنا الحق جميعاً فثي صياغتها علي النحو الذي نقبله جميعاً وليس علي النحو الذي يفرض علينا من الشارع؟!
اذا كنت تطلب لنفسك حقاً. وفلا تنكره علينا ارجوك لاتنكره علي الآخرين. هذه أبسط قواعد الحرية والديمقراطية. فإذا كان من حقك التظاهر. فمن حق الآخرين الا يتضرروا. اقصد التظاهر السلمي يكلفه القانون والدستور فإذا خرج عن شكله السلمي. بات من الضروري التدخل وفضه بالشكل المتعارف عليه في الديمقراطيات الكبري.. وانت حر ما لم تضر. لكن كم من الضرر وقع علي مصر والشعب المصري من المظاهرات التي لاتعد ولاتحصي. وكم من القتلي سقطوا؟!
الذين يتعجلون تسليم السلطة لحكومة مدنية. هم انفسهم الذين يحاولون تعطيل المسيرة. مصر مقبلة علي انتخابات تشريعية. وهي الخطوة الأولي باتجاه بناء الدولة الحديثة وسوف يتبعها خطوات اخري في نفس المسار لتسليم السلطة.
حاول ان تدعم مصر. ان تكون سنداً لمصر لاشوكة أو خنجراً في ظهرها. حاول ان تكون لبنة في صرحها الشامخ. لا معول هدم لها. ارجوك حاول بناء مصر عبر الحوار وبالفكر. وليس بالتظاهر!!