فريضة الحج ركن أساسي من أركان ديننا الإسلامي الحنيف. وأحمد الله أنني أديت تلك الفريضة راجياً من الله عز وجل أن يتقبل من الجميع.. لكن عندما فرض الله الفريضة أو أي فريضة في أي دين سماوي لم يكن يريد بها تعذيب الناس ولكن كان الهدف الأساسي هو الطاعة لله والخضوع لإرادته والصبر علي الاختيار وتهذيب الروح والنفس والتمسك بالفضائل والبعد عن المنكر والبغضاء. هذه حقائق يعلمها المتدين وغير المتدين.. المتمسك بدينه والبعيد عنه.. لكن ما شاهدته في موسم الحج هذا العام يستحق وقفة مع أنفسنا كمسلمين أولاً وكعرب ثانياً.. فنحن أمام أهم وأعظم مشهد إنساني علي وجه الكرة الأرضية يتكرر كل عام.. هذا المشهد مليء بالسلبيات التي امتلأت بها الصحف ووسائل الاعلام علي مدار أكثر من عشرين عاماً مضت ومع ذلك فالسلبيات مستمرة وحالات الفوضي جزء أساسي من المشهد اليومي لحركة الحجاج داخل مكةالمكرمة. والفوضي تبدأ من حالة عدم الشفافية في الإعلان عن العدد الصحيح للحجاج هذا العام والذي أعلنته وزارة الحج السعودية بأنه 3 ملايين حاج.. رغم أن العدد يتجاوز ذلك بمراحل ويصل إلي أكثر من الضعف ويستمر تصاعد المشهد من تكدس وتوقف تام لحركة سير الأتوبيسات والمركبات إلي حالة افتراش طريق عرفات المزدلفة ثم مني. التي لا تسع بأي حال من الأحوال لأكثر من نصف مليون حاج فكيف لها أن تتحمل كل هذه الأعداد الضخمة؟! لن أتحدث في مشهد الحج عن حالة حجاج القرعة المصريين وما لاقوه من عذاب في الوصول من عرفات إلي مني وعدم وصول أتوبيسات نقلهم إلي مني ولن أتحدث عن حالة الإهمال والظروف اللاإنسانية التي تعرضوا لها في مني ولن أتحدث أيضا عن حالة حجاج الجمعيات وعدم المتابعة والاهتمام بهم لكنني سأتحدث عن حالة حجاج السياحة "ونحن منهم" الذين تعرضوا لحالات أقل ما توصف به أنها نصب واضح علي مرأي ومسمع من وزارة السياحة وموظفيها الذين لا يدرون عن ألاعيب الشركات السياحة شيئاً. صحيح أنه كانت هناك غرفة عمليات لكن هيهات ماذا ستفعل تلك الغرفة وعليها أن تقدم لنا نتائج عملها في موسم الحج ونفس الأمر بالنسبة لوزارة الداخلية التي أهين في وجودها حجاج القرعة أبلغ إهانة لدرجة أنهم لم يجدوا الطعام في مني. أما السلطات السعودية فإذا كانوا لا يقدرون النعمة التي منحها الله لهم استجابة لدعوة نبي الله إبراهيم فعليهم أن يبحثوا عن إدارة أجنبية طالما عقموا وعقم المسلمون عن ان يخرج منهم من يديرون هذا المشهد الإنساني السنوي العبقري الذي لا يتكرر إلا في ديننا الحنيف وللحديث بقية.