يبدو أن سوريا التي أدمنت سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية في لبنان. والتي طالت رؤساء وزراء ونوابا في البرلمان وزعماء سياسيين وإعلاميين وصحفيين تريد أن تمد نشاطها إلي خارج لبنان. فنتيجة لموقف الدول الأعضاء في الجامعة العربية ضد سوريا بسبب الانتهاكات التي يمارسها نظام بشار الأسد علي الشعب السوري وموافقة هذه الدول علي تعليق عضوية دمشق في حضور اجتماعات الجامعة علي أي مستوي تلقي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال الأيام الماضية تهديدات بالقتل من داخل سوريا عبر هاتفه. أكد هذه الحقيقة عمر إدلبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض وقال إنها ليست اتصالات عفوية من مواطنين غاضبين. بل هي اتصالات مدبرة تقف وراءها المخابرات السورية. لقد اقتصرت هذه التهديدات علي الأمين العام للجامعة العربية ولم تمتد إلي الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر الذي يرأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة رغم اتهام سوريا لقطر بأنها تقود حملة ضدها بهدف إسقاط النظام الذي يقوم بعمليات قمع واسعة ضد الشعب في مختلف أنحاء البلاد حيث سقط مئات القتلي وآلاف الجرحي. الشعب السوري يشارك بقوة في ثورات الربيع العربي ويطالب بخلع أسرة الأسد التي امتد حكمها للبلاد إلي أكثر من 40 عاماً حتي الآن لكنه يتشبث بقوة بكرسي الحكم حتي ولو تم له ذلك علي أشلاء الشعب!! لقد وصف عمر إدلبي نظام أسرة الأسد "حافظ.. ثم بشار" بأنه نظام قمعي دموي ونظام إرهابي بكل ما تعنيه الكلمة يعتمد سياسة الاغتيالات لمعارضيه.. فهو يهدد ثم ينفذ.. ولذلك فإن هذه التهديدات تستهدف إرهاب الأمين العام للجامعة العربية ليتراجع عن موقفه المؤيد للشعب السوري في مواجهة إرهابه وقمعه الذي يمارسه منذ منتصف مارس الماضي. ولعلنا جميعاً نذكر حملة السباب التي وجهها المندوب الدائم لسوريا في الجامعة العربية لكل من رئيس حكومة قطر والأمين العام للجامعة العربية عقب القرار الذي اتخذته الجامعة بتعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعاتها لحين التزام نظام الرئيس بشار الأسد بالمبادرة العربية لوقف القمع الدموي للمحتجين المطالبين بتنحي بشار. وسؤال أخير: هل يظن بشار أنه رغم امتلاكه لترسانة عسكرية قوية لم يستخدمها أبداً ضد العدو الإسرائيلي بل استخدمها ضد شعبه فقط أقول: هل يظن أنه سيكون بمنأي عن الطوفان الثوري. وأن دباباته سوف تعصمه من مصير ابن نوح عليه السلام؟ أؤكد للرئيس بشار أنه لن يكون هناك عاصم من أمر الله إلا من رحم. ولكن في رأيي: ما أبعد العصاة عن رحمة الله.