* لا يوجد شعب علي ظهر هذا الكون يمتلك هذا الكم المهول من الصبر مثل الشعب المصري صاحب المثل الشعبي الأقدم والأشهر "اصبر علي جارك السو.. ليرحل.. ياتيجلو مصيبة". لذا فقد ندرت ثوراته ضد الحكام الطغاة.. ومن الواضح أن الشعب المصري قد صبر طويلا وكثيرا علي النظام السابق وعلي مبارك وعلي عائلته حتي طفح الكيل.. فقد كان مخطط التوريث يسير وفق لعبة قذرة ولولا الثورة لكان جمال مبارك الآن قاب قوسين أو أدني من قصر الرئاسة ولكنه في النهاية لم يكن يستطيع أن يجلس عليه بأي طريقة كانت لأن هناك قوة كانوا يحسبونها معهم وهي كانت رافضة لفكرة التوريث وكانت ستتدخل في الوقت المناسب لهدم هذا المخطط وتعيد الشرعية الديمقراطية للشعب. لقد أكدت وثائق سرية نشرت بعضها "الويكليكس" أن الجيش المصري كان سيقوم بدور وطني ولن يسمح بتمرير هذا السيناريو ولذا عندما الهم الله الشباب المصري بالخروج في 25 يناير وتصاعدت الأمور علي نحو غير متوقع وأصبحت المظاهرة والاحتجاج ثورة وطالبت الثورة بسقوط النظام وسقوط مبارك وقف الجيش إلي جانب الثورة وأسرع في تحقيق هدفها الأهم وهو إسقاط مبارك.. لقد كان موقف الجيش واضحا هو مع الثورة ومع شرعية مطالبها وحاميها. لم يفعل كما فعلت بعض جيوش الدول الأخري التي وجهت مدافعها وأسلحتها الثقيلة إلي صدور الثوار بدعوي حماية الشرعية وحماية الرئيس المنتخب وان كان كل رئيس منتخب ما هو إلا ناجح بالتزوير. * مازالت الثورات العربية التي تكافح الان سواء في سوريا أو في اليمن أو في أي دولة أخري مؤهلة لذلك لن تصل إلي مرحلة النجاح ما دام الجيش النظامي بها في صف النظام ذاته يحميه ويضربهم. * الحمد لله ان الجيش المصري كان علي قلب رجل واحد مع الثوار المصريين وأنجز المهمة وظهرت الثورة المصرية كثورة سلمية رائعة يحتذي بها وأصبحت قدوة لثورات وشعوب العالم ودروس في التاريخ الحديث. * وإذا كان الشعب المصري صبر علي مبارك وعائلته ثلاثين عاما فليس كثيرا أن يصبر علي أذنابه وفلوله وحواشيه ومنتفعي نظامه وبلطجيته ثلاثين شهرا.. بعدها ستتطهر البلاد من العفن الممتد وسيصل رزاز "البيروسول" إلي كل ر كن وزنقة وسترحل حشرات هذا النظام البائد البائس الظالم إلي المجارير.. وتحتفل الثورة بميلاد جديد.