* يسأل مدرس اللغة الإنجليزية بالجيزة أعاني من قسوة قلبي. ولدي احساس بانني بعيد عن محبة الله. فهل هناك من أسباب جالبة لمحبة المولي عز وجل؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: الله سبحانه وتعالي أعظم محبوب للمؤمن وأنه قريب من عباده مهما ابتعدوا عنه وأدبروا عن محبته. ولذلك يقول في حديثه القدسي: "لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم. ورفقي بهم. وشوقي لترك ذنوبهم. لماتوا شوقاً إلي ولتقطعت أوصالهم من محبتي. فاذا كان هذا حالي بالمدبرين عني. فكيف يكون حالي بالمقبلين علي". فالله سبحانه وتعالي هو الذي خلق الانسان وسواه وعدله ووالي عليه النعم. وهداه للاسلام. ووفقه للطاعات. ورفع عنه الضر. وهيأ له أسباب الرزق. وكل ذلك يوجب أن تكون محبة الله أعلي وأسمي غايات المؤمن. أما الاسباب الجالبة لمحبة الله تعالي فكثيرة ومتنوعة. وقد عد الامام ابن القيم رحمه الله بعضها. حيث قال: ان الاسباب الجالبة لمحبته تعالي لعبده عشرة: * قراءة القرآن بتدبر. * التقرب إلي الله تعالي بالنوافل بعد الفرائض.. لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه. * دوام ذكره علي كل حال. فنصيبه من المحبة علي قدر هذا. * ايثار محابه علي محابك عند غلبات الهوي. * مطالعة القلب لاسمائه وصفائه ومشاهدتها. * مشاهدة بره واحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة. * انكسار القلب بين يديه. * الخلوة به وقت النزول الالهي آخر الليل. * مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم. * مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل. فمن خلال هذه الاسباب العشرة يصل المحبون إلي منازل المحبة ودخلوا علي الحبيب. فمتي تحققت هذه الأسباب في قلب المؤمن. فله البشري بالسعادة والقبول. لأن الله يدافع عمن يخافه. ويحقق رجاء من يخشاه. ويحب من اخلص العبادة له. ولن يضيع المحب بين الخوف والاخلاص والرجاء أبداً. * يسأل عابد إسماعيل خاطر من سوهاج: هل ورد في الشريعة ما يفيد وصول ثواب قراءة الفاتحة للميت أو للحي؟ ** يجيب الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء وزارة الأوقاف أعلن مذهب الحنفية وصول ثواب قراءة القرآن إلي الميت بل وإلي الحي كما نص عليه في الهداية والبدائع والبحر وغيرها وقد أطال صاحب الفتح في بيانه وكذلك مذهب الشافعية كما في المنهاج فقيه ان المختار وصول ثواب القراءة إلي الميت إذ سأل القاريء لذلك من الله تعالي. وينبغي الجزم به لانه دعاء. فاذا جاز الدعاء للميت بما ليس للداعي فيجوز بالأولي بما هو له ويبقي الأمر موقوفاً علي استجابة الدعاء. ونقل ابن أبي زيد في الرسالة عن ابن فرحون من ائمة المالكية ان الراجح ما عليه المتأخرون من وصول ثواب القراءة إلي الميت وقال ابن رشدان محل الخلاف بين المتقدمين والمتأخرين من المالكية مالم تخرج القراءة مخرج الدعاء بأن يقول القاريء قبل قراءته: اللهم اجعل ثواب ما أقرؤه لفلان. فاذا خرجت مخرج الدعاء محايد الثواب لفلان قوة واحداً وجاز من غير خلاف وذكر ابن قدامة في المعني وهو من فقهاء الحنابلة.. أن الميت ينتفع بسائر القربات. ومنها قراءة القرآن وآية قراءها فعلها الانسان وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك باذن الله وقال ابن تيمية وهو ايضا من أئمة الحنابلة أن الميت ينتفع بجميع العبادات البدنية من صلاة وصوم وقراءة القرآن كما ينتفع بالعبادات المالية من صدقة ودعاء واستغفار. وقال تلميذه الامام ابن القيم: افضل ما يهدي إلي الميت الصدقة والاستغفار والدعاء له والحج عنه وأما قراءة القرآن وإهداء الثواب اليه تطوعاً يفيد اجر فهذا يصل اليه كما يصل ثواب الصوم والحج.