اليوم عرفة وفيه تقف وفود الله التي دعاها لأداء هذا الركن الركين من مناسك الحج- فأجابته.. وسألته فأعطاها سبحانه وتعالي وأجزل لها العطاء.. اليوم هو أول عرفة يشهده ملايين المسلمين بعد قيام الثورات العربية في المنطقة ليتذكروا فضل الله عليه وعظيم نعمائه. فبعد ان كانت ألسنتهم تلهج بالدعاء علي مدي سنوات القهر والظلام.. ودموعهم تفيض توسلاً ورجاء لرب العالمين بأن يكشف عنا غضبه ومقته ويعز أمته. بعد ان كادوا ييأسون من رحمته وهم يرون طواغيت هذا الزمان يزدادون جبروتاً واستعلاء علي شعوبهم جاءتهم استجابة العلي القدير مزلزلة ومعجزة لنري بأم اعيننا نهاية عدد من أولئك الطواغيت ممن عاثوا في الارض فساداً وجوراً. كان لابد ان يأتي اليوم الذي يحققه الله فيه وعده ويشفي صدور قوم مؤمنين.. صدوراً أبت ان تسكنها روح الانهزامية والتواكل فهبت لتتصدي لبطش حكامها المستبدين فجاءت نصرته عز وجل لهم عالية مدوية في الآفاق. لقد من الله علينا بأن احيانا حتي هذا اليوم لنري حجاج بيته وهم يقفون بعرفة رافعين أكف الضراعة مهللين ومكبرين حامدين الله علي مباركته لتلك الثورات العربية وآياته المزلزلة لكل من كان في قلبه مثقال ذرة من شك في أن الله يمهل ولايهمل.. وانه مهما استبد الظلم فلابد له من زوال.. ولابد له من نهاية.. وفي يوم عرفة دعونا نردد: لبيك يارب الحجيج جمرعه وفدت عليك ترجو المثابة في حماك وتبغي الزلفي لديك لبيك والآمال والافضال من نعمي يديك لبي لك العبد المطيع. وجاء مبتهلاً إليك لا شريك لك لبيك. وكل عام وأنتم بخير