بدأ حجاج بيت الله الحرام بعيد غروب شمس اليوم الإفاضة إلى مزدلفة بعد انتهائهم من أداء ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات . ويبيت الحجاج في مزدلفة بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا. قبل المُضي إلى منى غدا لرمي جمرة العقبة في يوم النحر أول أيام عيد الأضحى المبارك الموافق العاشر من ذي الحجة، واستكمال بقية المناسك. ويقوم ضيوف الرحمن بعد ذلك بذبح الهدي والحلق أو التقصير، كما يؤدون طواف الإفاضة وهو ركن أساسي بالحج. وبأداء اثنين من هذه الشعائر يتحللون التحلل الأصغر وبإكمالها يتحللون التحلل الأكبر. وفي مرحلة تالية يقضي الحجاج ليالي التشريق في منى مستأنفين رمي بقية الجمرات يوميا. وتختتم مناسك الحج بطواف الوداع الذي يحرصون على أن يكون آخر ما يفعلونه في مكةالمكرمة. وعلى وقع دعاء التلبية "لبيك اللهم لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك" وقف نحو ثلاثة ملايين حاج وقفوا على عرفات وألسنتهم تلهج بالدعاء وأعينهم تنهمر بالدموع راجين عفو الله ومغفرته ورضوانه. و يتميز رمي الجمرات لهذا الموسم بكون السلطات السعودية أقامت طابقا ثالثا على جسر الجمرات لتسهيل انسيابية سير الحجاج. وقالت الحكومة السعودية إن الجسر بشكله الجديد يستوعب مرور أكثر من 200 ألف حاج في الساعة. وصل اكثر من مليونين من الحجاج الى منطقة جبل عرفات شرقي مكة لقضاء وقفة عرفات. وبعد الوقوف بعرفات يعود الحجاج الى منى للاحتفاء بعيد الاضحى الاربعاء ورمي الجمرة الكبرى. وبعد يوم عيد الاضحى تبدأ ايام التشريق الثلاثة التي يمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها في يومين ويتم خلالها بالخصوص رمي الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى) رمزا لرفض غواية الشيطان ليختم الحاج شعائره بطواف الوداع حول الكعبة ثم زيارة قبر النبي محمد في المدينةالمنورة لمن لم يقم بذلك قبل بدء شعائر الحج. ويشير حجاج سبق لهم الحج الى أن الحج هذا العام يبدو أقل ازدحاما من المعتاد وربما يرجع لذلك لمحاولات الحكومة السعودية السيطرة على تواجد حجاج يصلون الى السعودية لاداء فريضة الحج دون الحصول على تأشيرات رسمية. وتقول السلطات السعودية ان أكثر من 1.6 مليون حاج وصلوا الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج ولكن العدد الاجمالي يعتمد أساسا على مدى صرامة سيطرة السلطات على السعوديين والعمال الاجانب العاملين بالمملكة الذين يستغلون تواجدهم هناك لاداء الفريضة. وتم تعزيز التدابير الامنية لتوجيه حركة الحجاج اذ تعمل السلطات السعودية جاهدة على عدم تكرار اي من الحوادث الدامية الاليمة التي شهدتها مواسم حج سابقة. وبخاصة عند منطقة الجمرات فى منى حيث اضيفت هذه السنة طبقة ثالثة على جسر الجمرات لتسهيل انسيابية سير الحجيج. ومن ان ابرز الحجاج هذه السنة هو الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وصل الى السعودية لاداء فريضة الحاج ليصبح بذلك اول رئيس للجمهورية الاسلامية يشارك في هذه المناسك. ويعتبر وجود احمدي نجاد عاملا يساعد على تهدئة العلاقات التي يشوبها احيانا بعض المخاوف بين ايران الشيعية والسعودية السنية. وكان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وجه لاحمدي نجاد دعوة للمشاركة في الحج وهي المرة الثالثة التي يزور فيها هذا البلد منذ توليه السلطة في العام 2005. وتسعى ايران ذات الغالبية الشيعية والسعودية ذات الغالبية السنية منذ بضع سنوات لتعزيز علاقاتهما.