** بقاعة زكي طليمات "المسرح الكبير" بالطليعة تعرض حالياً مسرحية "ساحرات سالم" مأخوذة عن قصة دارت احداثها داخل المجتمع الأمريكي في القرن 19 كتبها "آرثر ميللر" ونقلها للعربية "عبدالمنعم الحفني". تحكي المسرحية عن مشكلة مجتمع صغير يميل سكانه الي التدين والتمسك بالقيم والمحافظة عليها حيث يفاجأ هذا المجتمع بانتشار ظاهرة غريبة هي تعرض الاطفال لمرض غريب ويسارعون للاطباء لعلاجهم لكنهم يعجزون عن التوصل للعلاج. شارك اهل المجتمع الصغير في البحث عن تفسير لهذا المرض وتحوله الي ظاهرة وحاول أحد القسيسين تهدئتهم ولكن دون جدوي ليتولد لديه شعور بأن الاحداث الشيطانية التي تحيط بهذا المجتمع تخفي وراءها سراً مما يزيد من الشكوك التي تتجه الي ان الشيطان تمكن من السيطرة علي عقول بعض اهل هذا المجتمع بسلبه لارادتهم لكي يتحولوا لخدمته عن طريق أعوانه. مما يزيد دائرة الشك اتساعاً بين أهل القرية..تنقلنا احداث العرض للتعرف علي حكاية الفتاة "ابيجال" التي كانت ترقص بالغابة ومعها آخريات وهن يطفن حول وعاء من الدم داخله ضفدعة.. ونعرف ان هذه طقوسا من السحر تهدف للسيطرة علي كل من حولهن ونصل من خلالها الي معرفة ان "إبيجال" تتملكها عاطفة تجاه "جون بروكتور" تعود عندما كانت تعمل خادمة في بيته وتطورت العلاقة بينهما الي حدوث خيانة تصادف ان رأتها زوجته "اليزابيث" حيث واجهت الصدمة بتحكم العقل حفاظا علي البيت والزوج وتكتفي بطردها لثقتها بطيبة قلب زوجها. لكن "ابيجال" الساحرة الشريرة عميلة الشيطان تستطيع الايقاع بغريمتها وإلصاق الشكوك حولها علي انها ساحرة القرية وليست هي.. مما يوقع "ابيجال" الزوج في صراع خفي بأزمة ويوقعه في حيرة. الاعتراف بجريمة الزنا لانقاذ زوجته "اليزابيث" البريئة أم يسكت ويلتزم الصمت انقاذا لاسمه وسمعته وقبول اعدام البريئة المغلوبة علي امرها بدلا من الجانية ويصل في صراعه النفسي ان يكون صادقا ناطقاً بالحق والاعتراف بخطيئته لكنه يكتشف أن الظروف والملابسات ضده أيضا بجانب زوجته لاتسام زوجته بالطيبة والنقاء وعدم اعترافها بما رأته من خيانة زوجها مع الخادمة بدافع حرصها علي كرامتها..المسرحية تدور حول العدالة وافتقادها للادلة القاطعة التي ربما لايملكها كثير من الأبرياء واصحاب الحق بقدر توافرها لدي الاشرار واقناع القضاة بها مؤكده انه في كثير من الاحيان لايكون الحق قويا لعدم امتلاكه لمسوغات القدرة علي الاقناع.. وليس الخير هو الذي ينتصر في كل النهايات.