ماذا لو استيقظ أجدادنا الذين عاشوا منذ خمسة قرون. وشاهدوا ما وصلنا إليه من تقدم ومدنية واختراعات؟ كيف ينظر الذين كانوا يركبون الدواب والمراكب الشراعية إلي السيارات والقطارات والطائرات التي تقطع المسافات بسرعات كبيرة. بل وإلي السفن الضخمة الشبيهة بالمدن. والتي تمخر عباب البحار والمحيطات؟ وهل الذين استخدمواالسهام والخيول والسيوف سيستوعبون وجود الدبابات والمدافع والبوارج وحاملات الطائرات وقاذفات القنابل والصواريخ الموجهة بدقة عالية والتي تلحق الدمار والخراب بصورة تقشعر لها الأبدان؟ أولئك القدماء. الذين ذهب بهم الخيال إلي تجميل حكاياتهم وقصصهم الطفولية بالبلورة المسحورة ومصباح علاء الدين وخاتم سليمان والبساط السحري وغيرها. لو عادوا إلي الحياة. ما هو رد فعلهم عندما يرون وسائل الإعلام الحديثة وهي تعرض أمام أعينهم ما يحدث علي مسافة آلاف الكيلومترات في التو واللحظة. أو إذا تحدثوا بالصوت والصورة مع أشخاص علي الجانب المقابل من الكرة الأرضية وكأنهم يتعاملون معهم وجها لوجه! وهل كان أحد يتخيل أن النشاط البشري سيؤدي لارتفاع حرارة كوكبنا إلي الحد. الذي يهدد الكائنات الحية بالانقراض. بل أدي لانقراض بعضها بالفعل وأصبح يمثل خطرا علي البشرية ذاتها؟ هذه الأسئلة وغيرها تواجهنا نحن أيضا عندما نتخيل ما سيكون عليه العالم بعد 500 عام. أو في عام 2600! هل سيصبح العالم مختلفا بالنسبة لنا. مثلما يختلف القرن الحالي بالنسبة لمن عاشوا قبل 500 عام؟ تتباين آراء العلماء حول ما إذا كان مناخ القرن السادس والعشرين سيتميز بالبرودة أم سيكون قطعة من جهنم ويهدد البشر بالفناء. نتيجة للإسراف في استخدام أنواع الوقود التقليدي! البعض يقولون إن تغيرات المناخ بدأت في عصر الثورة الصناعية. أوائل القرن التاسع عشر. وآخرون يرون أنها بدأت منذ عصور ما قبل التاريخ. عندما كان البشر يقطعون الأشجار والمزروعات ويحرقونها. علي أي الأحوال يمكن للبشر الاستعانةبالأدوات المتاحة في عصرهم. وقد تستطيع أدوات القرن السادس والعشرين تحقيق المعجزات. ويري البعض أنه. خلال 100عام سيتمكن البشر من استغلال جميع صور وأشكال مصادر الطاقة علي كوكبنا بالكامل. وبعد خمسة قرون سنكون أساتذة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة. مثل طاقة الاندماج النووي والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها. كما سنتمكن من تطويع طاقة الكوكب للتحكم في مناخ العالم والسيطرة عليه. المعروف أن التكنولوجيا شهدت تطورا وتحسنا متسارعا منذ أوائل القرن السادس عشر. والمتوقع أن يستمر هذا التحسن والتطور خلال القرون المقبلة. ويقول الخبراء إن معدلات إجراء الأبحاث والدراسات ستكون مهولة. ولو صدقت الآراء التي تقول بأن سرعة أجهزة الكمبيوتر وما يتحقق من تقدم يتضاعف كل 18 شهرا. فإن بعض هذه الأبحاث والدراسات ستركز علي الآلات فائقة الذكاء! لكن ما هي المظاهر الأخري التي ستطرأ علي شكل العالم بعد 500 عام؟ يري علماء المستقبليات أن متوسطات أعمار البشر ستصل إلي 140 عاما. وأن الإنسان سيتمكن من زراعة المحيطات. ويسافر في سفن الفضاء إلي النجوم ويقيم مستعمرات مأهولة ودائمة علي سطح القمر والمريخ. في حين تقوم أجهزة الروبوت باستكشاف أعماق الكون!! أما عن أدوات الحروب. فأفضل وصف لها كان علي لسان العالم الراحل الشهير ألبرت اينشتاين. حيث قال: لا أعرف كيف ستكون الحرب العالمية الثالثة .. ولكن المؤكد أن الحرب الرابعة ستكون بالعصي والحجارة!!