في الجزء الأول من هذا المقال أوضحنا أن الهجوم علي الأزهر الشريف وعلمائه الكرام ليس إلا موجة جديدة من حملات التكفير والتضليل والتفسيق التي شنها زعيم المذهب الوهابي علي جميع المسلمين ما عدا أتباعه وكأنه جاء بإسلام جديد غير الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وتابعيه ونواصل. لقد كفر بن عبدالوهاب من يؤولون النصوص وأسماهم بالمعطلة وكفر كذلك من يمرر هذه النصوص كما هي دون تأويل واسماهم بالمتوقفة وكفر من لا يكفر هذين الصنفين فليس مسلما ولا موحدا -في زعمه- إلا من يثبت هذه النصوص علي ظاهرها كصفات لله تعالي كما كفر كل فرق المسلمين ومذاهبهم من محتزلة وخوارج ومرجئة وشيعة وصوفية لهذا السبب ولتجاوز الفرقتين الآخيرتين- في زعمه- الحد المسموح به في شأن النبي صلي الله عليه وسلم وآل بيته الكرام وأولياء الله الصالحين متهما إياهم بعبادة الأشخاص والأضرحة ويسميهم عباد القبور ويقول إن مشركي قريش الذين حاربهم الرسول "ص" كانوا أحسن من هؤلاء المشركين حالا وبالتالي كفر الأمة كلها منذ مئات السنين وادعي أنه وأتباعه قد أعادوا للأمة دينها الصحيح حتي أنه لم يكن يقبل في اتباعه إلا من شهد علي نفسه بالكفر قبل اتباعه ولو شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وصلي وصام وزكي وحج البيت وآمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره مما أهاج عليه علماء المسلمين في عهده والعهود التي تلت ظهوره بمن فيهم أبوه وأخوه سليمان بن عبدالوهاب الذي كتب كتابين يفند فيهما دعاوي أخيه الذي عد خارجا عن إجماع الأمة الإسلامية في سائر عصورها. يضاف إلي ذلك أحكامه الفقهية المتشددة بل المتطرفة التي وصفها الشيخ محمد الغزالي السقا رحمه الله ب"الفقه البدوي" وأوضح أن ابن عبدالوهاب وأتباعه أدخلوا عاداتهم وتقاليدهم البدوية البحتة في الدين واعتبروها أصلا من أصوله وكفروا أو فسقوا أو ضللوا من لا يوافقهم علي ذلك ونسبوا ذلك كله للسلف الصالح دون أسانيد أو بأسانيد واهية وادعوا إجماع السلف علي ذلك بغير دليل ولا برهان. والمعروف أن المذهب الوهابي ظل محصورا في الجزيرة العربية ولم يخرج منها إلا عبر "البترودولار "أو" البتروريال" منذ السبعينيات مما أدي إلي تشويه صورة الإسلام في الآفاق حتي أصبح دين الله الحنيف متهما بالعنصرية والإرهاب . والمؤكد إن شاء الله تعالي أن خير أجناد الأرض كما وصفهم الرسول "ص" لن يكونوا أبدا جندا لغير دين الله الصحيح مهما فعل هؤلاء الخارجون علي إجماع الأمة طوال تاريخهم فسيبقي الأزهر هو حامي حمي الإسلام الصحيح حتي يوم القيامة ولكن المشكلة أن هؤلاء قد يتسببون في مشكلات كبيرة لمصر خاصة بالنسبة للوحدة الوطنية ومن ثم يجب أن يلتف أبناء مصر والأمة الإسلامية كلها حول الأزهر الشريف.