صادف أول أيام العيد الذكري ال49 لإحراق المسجد الأقصي المبارك. عندما أقدم اليهودي أسترالي الجنسية مايكل دينيس علي إشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد فأتت النيران علي كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين. كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة. ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران. مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية. ويمثل ذكري دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي مدينة القدس وفتحها. إضافة إلي تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر. ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا. وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلي الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة. وجزء من السقف الذي سقط علي الأرض خلال الحريق. وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد. و74 نافذة خشبية وغيرها. كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية. وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبس والزجاج الملون. واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية. واستطاع أبناء الشعب الفلسطيني آنذاك إنقاذ ما تبقي في المسجد الأقصي قبل أن تجهز عليه النيران. بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل. وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصي. رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك. وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق. كما تعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر» حتي لا تشارك في إطفاء الحريق. وأثار إحراق المسجد الأقصي من قبل المتطرف مايكل. ردود فعل كبيرة عند العرب والمسلمين. حيث أدي في اليوم التالي للحريق آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصي. واشتعلت المظاهرات بالمدينة المقدسة. أما إسرائيل وبعد إلقائها القبض علي الجاني. وجدت له مبررا وهو 'الجنون'. ليسافر إلي مسقط رأسه استراليا. بعد أن مكث فترة قصيرة في مستشفي للأمراض النفسية قرب عكا. وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصي التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق التي تعرض له المسجد الأقصي وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي. من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله مطلع 1970. وقال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصي المبارك. ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس "إن المواد التي استخدمت في إحراق الأقصي كانت شديدة الاحتراق ولا يمكن لأي مواطن أن يكون بحوزته مثل هذه المواد التي لا يمتلكها إلا دول".. مشيرا إلي أنه لا يوجد شك أن مايكل دينيس لم يكن لوحده الذي أضرم النيران لأن النيران وضعت في عدة مواقع. رغم مرور نصف قرن علي وقوع الجريمة المروعة إلا أن تلك النيران لم تنطفئ حتي يومنا هذا. لأن الاحتلال يصر علي استمرار إشعالها عبر اعتداءاته اليومية علي المسجد الأقصي وسائر المقدسات الإسلامية . وعلي غابت فرحة عيد الأضحي هذا العام عن سكان قطاع غزة . في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية الحرجة التي يعانيها القطاع وحصاره المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أعوام. وما أضيف هذا العام من معاناة آلاف الجرحي الذين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرات العودة للمطالبة بفك الحصار ورفض إلغاء حق عودة اللاجئين ومحاولات إلغاء الأونروا. وقالت المحللة الفلسطينية بقطاع غزة ريهام عودة إن العيد جاء هذا العام في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق علي القطاع. وتزايد ارتفاع معدلات الفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية واعتماد الكثير من الناس علي لحوم الأضاحي التي توزعها الجمعيات الخيرية وأصحاب رءوس الأموال ورجال الأعمال. إلي جانب معاناة أهل القطاع بسبب الحر الشديد والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.