بعد مرور 47 عامًا على إحراق المسجد الأقصى، على يد المتطرف الإسرائيلي، مايكل روهان، عام 1969، ما زال الحرم القدسي يستغيث من جرائم الاحتلال وعنف المستوطنين، وبالتزامن مع إحياء الذكرى، شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها، وتدابيرها الأمنية بمدينة القدسالمحتلة، منذ الليلة الماضية، وفجر اليوم الأحد. حادث أليم لم تتجاهل وسائل إعلام الاحتلال، اليوم الأحد، تلك المأساة، وأكدت أن الحادث الأليم لن ينساه المسلمون في كل أرجاء العالم، وذلك حين نشب حريق ضخم في الجناح الشرقي للجامع القبلي، لتلتهم النيران كامل محتويات المسجد الأقصى، ولكنها تجاهلت اليهودي المتطرف الذي نفذ الجريمة البشعة، مسلطة الضوء على أنه أسترالي الجنسية لتنأي بنفسها عن الحادثة. اقتحام الأقصى دعا ما يسمى ب"اتحاد منظمات الهيكل" الإرهابي اليهودي، إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمستوطنين المتطرفين، اليوم الأحد، ضد المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع ذكرى إحراقه. تهويد القدس ويسعي الاحتلال الصهيوني إلى تهويد المسجد الأقصى، عبر حملة تدنيس مستمرة واقتحامات عنصرية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة تزامنًا مع محاولات تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا. تكرار الحريق وتعالت أصوات يهودية متطرفة تهدد بتكرار حادثة إحراق الأقصى من جديد، وجاءت الدعوات في ظل يقين اليهود بأنهم إذا أرادوا فعل ذلك ستكون شرطة الاحتلال في خدمتهم كما كان الحال قبل 47 عامًا، حينما أضرم اليهودي النيران في المسجد، بمساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي قطعت المياه وعرقلت وصول سيارات الإطفاء للمكان، مما تسبب في تدمير منبر صلاح الدين وجزء مهم من الناحية الجنوبية للمسجد، فيما كاد يمتد لقبته لولا استماتة المواطنين الذين تدافعوا لإطفاء الحريق. انتهاكات الاحتلال وأكدت تقارير فلسطينية أنه من المقرر، أن تعقد شخصيات فلسطينية قيادية في القدسالمحتلة، اليوم الأحد، مؤتمرا صحفيًا في المدينة، في ذكرى الحريق، تستعرض فيه آخر التطورات المتعلقة بانتهاكات الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة بحق الأقصى، ورواده والعاملين فيه، ومحاولات مصادرة صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية، فضلًا عن استمرار الاقتحامات الاستفزازية، وما يصاحبها من محاولات لأداء طقوس وصلوات تلمودية، وتصريحات وإعلانات لهدم المسجد، وبناء "الهيكل المزعوم" على أنقاضه. ضرر جسيم الحريق الذي اندلع قبل 47 عامًا لم يؤثر على سجاد المسجد ومنبر "صلاح الدين الأيوبي" والخشب المستخدم في بنائه فحسب، بل أضر كذلك بالزخرفة النادرة على جدرانه، كما تضرر البناء بصورة فادحة، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت، ومن أهم الأجزاء التي طالها الحريق داخل مبنى المصلى القبلي، منبر "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أي مواد لاصقة. مسجد عمر وطال الحريق أيضا مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ومحراب "زكريا" المجاور، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق. القبة الخشبية كما امتد الحريق ليطال عمودين رئيسيين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، وكذلك القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها، والمحراب الرخامي الملون، والجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها. احتراق النوافذ وطال الحريق المدبر أيضا ثماني وأربعين نافذة مصنوعة من الخشب والجبس والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبس لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد، وجميع السجّاد العجمي. سورة الإسراء كما طال الحريق مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول 23 مترًا إلى الجهة الشرقية، وكذلك الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.