إطلاق حملة قومية لمكافحة مرض السكر لا يكفي. حيث ان هناك سلبيات كثيرة في طريقة مواجهتنا للمرض الذي تزداد أعداد المصابين به سنوياً.. وهناك مخاوف من ان يصل عددهم إلي 8 ملايين مريض في مصر مع حلول عام 2030 يأتي علي رأس هذه السلبيات تعامل الصيدليات مع الأنسولين والذي أصبح يمثل علي حد قول الأطباء خطورة كبيرة علي المرضي بسبب عدم اتباع القواعد السليمة في حفظه ومن ثم يفقد أي تأثير له في مواجهة المرض ويؤدي إلي سوء الحالة الصحية للمريض. أكدوا أن الأنسولين يتطلب حفظه في درجة حرارة تتراوح بين 2- 8 درجات مئوية وهو ما لا تراعيه معظم الصيدليات بجانب ان تكرار فتح وغلق باب الثلاجة يفقد الانسولين الجودة المطلوبة. اشاروا إلي أن مصر تعاني من سوء تداول الأدوية عموماً وهو ما يجب الانتباه لما يمثله ذلك من خطورة علي المرضي وسوء سمعة الدواء المصري. * د سمير جورج أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب قصر العيني يطالب بضرورة إقامة مراكز متخصصة أوصيدليات كبري تتولي مهمة بيع الانسولين لمرضي السكر.. نظراً لأن العديد من الصيدليات لا تراعي الاشتراطات السليمة في حفظ الانسولين مما يضعف ويقلل من كفاءته وعندما يتناوله المريض لا ينخفض مستوي السكر في دمه مما يشكل ضرراً صحياً. قال ان الكثير من المرضي اشتكوا من عدم جدوي استخدام الانسولوين مما يستوجب الانتباه نظراً لأن التخزين ينبغي ان يتم في ثلاجات تتراوح درجة حرارتها بين 2 إلي 8 درجات مئوية. وهذا المعدل لا يناسب جميع الأدوية الأخري والغالبية العظمي من الصيدليات تضع كل الانواع معاً اضافة إلي ان تكرار فتح وغلق باب الثلاجة لعدة مرات يوميا لا يتناسب علي الاطلاق مع عملية حفظ الانسولين تحديداً بجودة عالية. ايضا يشكل غياب الرقابة الجادة والمتابعة وفحص الدواء داخل الصيدليات عقبة أمام الحفاظ علي الفاعلية والكفاءة المطلوبة. * د. عاطف بسيوني رئيس وحدة السكر والغدد الصماء بالمعهد القومي للسكر.. يشير إلي أهمية الحفاظ علي الدواء بصفة عامة في درجات الحرارة المناسبة طبقا لكل نوع نظراً لأن اختلاف درجات الحرارة يؤثر علي كفاءة وفاعلية الدواء. فنجد بعض المرضي يتناولون الدواء طبقا لنصائح الطبيب ولكن لا يشعرون بتحسن في مستوي السكر وهذا بالطبع يشكل ضرراً وخطورة علي الصحة. أضاف أن الانسولين خارج الثلاجة لا يفسد كما يعتقد المرضي ولكن تقل فاعليته طبقا لأسلوب حفظه في درجات الحرارة المناسبة ومن الضروري أن يتنبه الصيادلة أو المريض إلي أن حفظه داخل "الفريزر" يسبب له التلف ولا ينبغي علي الاطلاق استخدامه. قال ان سوء التخزين قضية ينبغي الاهتمام بها فالأمر في النهاية يتعلق بحياة ملايين المرضي نظرا لأن اعداد مرضي السكر في تضاعف مستمر ومصر من الدول المصنفة عالميا ضمن أكثر عشر دول علي مستوي العالم في انتشار المرض وخطورة المرض تكمن في تداعياته الكثيرة علي أجهزة الجسم الحيوية. أوضح أن منظومة تداول الدواء بصفة عامة تحتاج إلي آليات وضوابط مشددة كما هو متبع في دول العالم المتقدم وينبغي ألا تقل عنها حفاظاً علي حياة المرضي وسمعة الدواء المصري.