الأنسولين أصبح من الأدوية الضرورية بشدة لمرضي السكر مما يهدد هؤلاء المرضي.. ونتيجة لذلك ظهر في الأسواق أنسولين مغشوش بالماء والألوان وأنواع أخري منتهية الصلاحية وتباع بنصف الثمن، مما أدي إلي ظهور العديد من حالات الوفاة في بعض المحافظات بسبب الارتفاع الحاد في السكر بالدم خاصة في محافظة القليوبية.. كما أكد ذلك أطباء بمستشفي قليوب العام. وقد أثبتت الأجهزة الأمنية ان أمبولات الأنسولين المغشوشة والتي تباع بأقل من أسعارها ويتداولها المصريون.. جاءت من مصادر مجهولة كما ان العبوات المغشوشة "جذابة" ولا تظهر أبداً انها غير صالحة للاستهلاك الآدمي مما يؤكد ان هناك "عصابة" منظمة تغش الأنسولين والأدوية المهمة التي لا غني عنها للمرضي خاصة مرضي السكر وقد تم مؤخرا اكتشاف فياجرا مغشوشة لا يمكن لمستهلكها ان يفرقها عن الدواء الصحيح. وقد التقت "الأسبوعي" ببعض المصابين بمرضي السكر والذين قد تضطرهم ظروفهم للتعامل مع الأنسولين المغشوش للتعرف علي معاناتهم في الحصول علي دواء السكر. ومنهم رغدة تهامي وهي طالبة ماجستير بطب القاهرة وقالت: إن أحد أصدقائها احضر إليها أنسولين من نوع Mixtardpenfil بنصف ثمنه أي 50.47 جنيه بدلاً من 95 جنيها وادركت بعد وقت من تناول الدواء انه لا يعطي أي مفعول فأدي بها الفضول إلي تقليل استخدام الأمبولات التي اشترتها واحضرت الأنسولين العادي فاستردت صحتها مما أكد لها ان الأنسولين الرخيص منتهي الصلاحية وقد يكون تعرض إلي درجة حرارة مرتفعة أدت إلي فساده.. وقامت الصيدلية بالتخلص منه وقام البعض بإعادة بيعه بنصف الثمن. وأيضا ليلي السيد طاهر طالبة بكلية الطب جامعة القاهرة ومريضة بالسكر قالت: إن أحد أقاربها احضر لها أمبولات الأنسولين "limtos" بنصف ثمنها علي انه مدعم من وزارة الصحة، ويصل ثمن الأمبول الواحد في الصيدليات إلي 80 جنيها واشترته منه ب 40 جنيها فقط. وبعدما ادركت انه لا يعطي أي مفعول وكان بينها وبين الموت لحظات وقال لها الطبيب إن هذا الأنسولين غير فعال وذلك بعدما أصيبت بحالة من ارتفاع السكر بالدم بشكل مفاجئ واضطرت إلي شراء أنسولين من الصيدلية ووقتها استردت عافيتها. وسعت إلي تحليل بعض الأمبولات غير الفعالة وأكدت التحاليل ان الأمبول لا يحتوي إلا علي ماء عادي مخلوط بمادة ملونة!! مؤكدا ان شك الطبيب المعالج كان في محله وقال إن سبب الحالة التي وصلت إليها كانت من عدم تناول دواء الأنسولين منذ فترة وان ما كنت اتعاطاه ماء ملون. محافظات أخري وهناك بعض الحالات أيضا ظهرت في بعض المحافظات مثل القليوبية والمنوفية وقد استغل البعض الظروف المادية للمرضي البسطاء وباعوا لهم الأنسولين المغشوش مما أدي إلي وفاتهم بسبب ارتفاع في نسبة السكر بالدم نتيجة عدم تناول الأنسولين واستعمال مواد مغشوشة بدلا منه ومن تلك الحالات كان محمود محمد السيد راغب رب أسرة ويعمل بالسكة الحديد ومن إحدي قري القليوبية وتذكر ابنته فاطمة محمود ان والدها كان مريضاً بالسكر منذ 19 عاما وكان يتناول أنسولين في الشهر بحوالي 750 جنيهاً وفرح كثيرا عندما احضر له أحد أبناء القرية أمبولات من الأنسولين من نوع Mixtendpenfil بنصف ثمنه وبعد ذلك بفترة قصيرة بدأت حالته الصحية تتدهور واكد الطبيب المعالج ان السبب هو عدم تناوله الدواء منذ فترة ولكننا لم نكن مدركين ان السبب في ذلك هو الأنسولين المدعم والذي اكتشفنا انه مغشوش وقد توفي أبي متأثرا بارتفاع حاد في نسبة السكر بالدم. وأيضاً مصطفي سيد إبراهيم بنفس المحافظة مريض بالسكر منذ 22 عاما وتوفي متأثرا بارتفاع حاد في نسبة السكر بالدم وأكد ايضا الطبيب انه لم يتناول الأنسولين "العادي" منذ قرابة اربعة أسابيع وكان يستخدم الأنسولين المغشوش الرخيص دون ان يدري علي اعتبار انه مدعم من وزارة الصحة. وأيضا وفي محافظة المنوفية توفي عبد اللطيف محمد عبد الوهاب وهو عامل بمصنع أسمنت ومريض بالسكر منذ 15 عاما وقد تناول الأنسولين بنفس الطريقة ومن مصدر مجهول وتوفي متأثرا بارتفاع حاد في نسبة السكر بالدم. وأيضا من نفس المحافظة عويس لطفي جرجس مريض بالسكر منذ 25 عاما وموظف في مصلحة الضرائب وكان سبب الوفاة ارتفاع حاد في نسبة السكر بالدم بسبب عدم تناول الأنسولين ولكنه في نفس الوقت كان يتناول علاجا مغشوشا وهو الأنسولين الرخيص المخلوط بالمياه. الأطباء يتكلمون الطبيب حمدي محمود الطيب دكتور باطنة ومتخصص في السكر بمستشفي القليوبية العام أكد ان معظم حالات الوفاة التي أتت إلي المستشفي كانت بسبب ارتفاع حاد في نسبة السكر بالدم أدي إلي غيبوبة وتوقف بعض وظائف الجسم الحيوية. وقال إنه علي مدار أسبوع كامل في الفترة الأخيرة جاءت خمس حالات للمستشفي مشيرا إلي ان الفحوصات أثبتت عدم تناول المرضي الأنسولين وان العلاج الوحيد لارتفاع السكر بالدم هو أخذ جرعة زائدة من الأنسولين وقد تأكدت من أقاربهم انهم تناولوا أنسولين رخيصاً وثبت انه ماء ملون!! وبعض من الحالات ادركت ان هذا الأنسولين لا يتأثر الجسم به فسارعت إلي تغييره ومنهم فوزية محمود دعبس بمحافظة المنوفية تقول: ادركت ان الأنسولين الذي اتناوله والذي احضره لي صديق زوجي لا يجدي نفعا فسارعنا إلي تغييره وقد استردت صحتها بعد ان تناولت الأنسولين العادي. ومن جانبه أكد الدكتور محمد رشاد أستاذ قسم الباطة تخصص سكر في جامعة القاهرة ورئيس قسم الباطنة بمستشفي المطرية العام ان الأنسولين يوصف لحالات مرضي السكر بالدم ان تم اكتشاف حالات متكررة من الغش في الفترة الأخيرة ومنها أنسولين مغشوش بالمياه أدي إلي حدوث التهابات في جلد الإنسان ولم يستفد منه المريض شيئا، كما ان هناك حالات تسمم ظهرت بين بعض المرضي نتيجة تناولهم الأنسولين المغشوش لأنه كان عبارة عن ماء ملون بصبغة كيميائية ويشبه تماما لون الأنسولين. وقد تسببت تلك المادة الكيماوية في بعض الوفيات. وطالب الدكتور أشرف لطفي أستاذ الباطنة بطب الأزهر ان يقوم المرضي بشراء الأنسولين من صيدليات موثوق بها حتي يمكن ان يكون فعالا لصالح المريض مشيرا إلي ان هناك صيدليات لا تجيد حفظ الأنسولين في مكان ملائم بارد مما يعرضه للفساد ولا يستفيد منه مريض السكر بل يضره، ومن هنا كما يقول لطفي لابد من تشديد الرقابة علي الصيدليات.