تحتفل مصر اليوم بالذكري الثالثة لافتتاح قناة السويس الجديدة وبهذه المناسبة قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات صحفية خاصة إن انشاء قناة السويس الجديدة كان ضروريا لزيادة القدرة التصريفية لقناة السويس وليست رفاهية. أكد أن هناك قضيتين رئيسيتين تتعلق بحركة مرور السفن- هما طاقة الحجم التي تعني مدي قدرة القناة علي استيعاب حمولات السفن المارة بالمجري الملاحي حيث تتمتع القناة الأصلية بكفاءة فائقة في تحقيق هذا المعيار حيث يعبر 62% من أسطول سفن الحاويات وكافة أنواع السفن الأخري ووصلت إلي أقصي درجات التطوير بعمق 66 قدما لاستيعاب أكبر احجام السفن. أما عن القضية الثانية وهي الطاقه العدددية والمقصود بها هو عدد السفن التي يمكن عبورها القناة خلال فترة زمنية محددة يوم كامل 24 ساعةپمثلا. وتتأثر الطاقه العددية للقناة بعدة مؤثرات هامة وهي طول الاجزاء المزدوجة من المجري الملاحي والفاصل الزمني بين السفن العابرة بما يسمح بالتوقف الآمن في حالة الطوارئ وسرعة السفن العابرة وتتراوح مابين 13:16 كم/ساعة حسب نوع السفينة وحمولتها ونوع البضاعة التي تحملها واماكن عبورها علي طول المجري الملاحي ومزيج انواع واحجام السفن العابرة حيث تتنوع انواع واحجام السفن العابرة وهو مايؤثر علي عدد السفن الممكن عبورها يوميا نظرا لتغير السرعات والفواصل الزمنية بينها حسب النوع والحملة وكلما زاد عدد السفن الكبيرة كلما زاد الفاصل الزمني بينها مما يؤدي إلي خفض الطاقة التصريفية والعكس صحيح.پ وحولپالاسس التي بنيت عليها فكرة مشروع قناة السويس الجديدة؟ قال مميش پالهدف الرئيسي هو تحقيق اكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس مما يساعد علي تقليل زمن عبور السفن بالقناة وتقليل تكلفة الرحلة البحرية والتقليل من فترات توقف السفن بمناطق الانتظار بالمجري الملاحي مما يرفع من درجة تصنيفه والاستعداد للتعامل مع تنامي حركة التجارة العالمية والقضاء علي التفكير في قنوات بديلة بالمنطقة كما انها خطوة هامة علي الطريق لانجاح مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس.پ قال أن القدرة الاستيعابية لمرور السفن في القناة يصل الي 97 سفينة يوميا عام 2023 بدلا من 49 سفينة عام 2014 وزيادة عائدات القناة لتصل الي 13.2 مليار دولار عام 2023 بدلا من 5.3 مليار دولار عام 2014 وخلق مايقرب من مليون فرصة عمل لابناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة وبذلك يهدف المشروع اجمالا الي زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة بعد تحقيق اكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس الجديدة وتقليل زمن العبور بالنسبة لقافلتي الشمال ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لينخفض علي اثره زمن الانتظار للسفن العابرة وهو ماينعكس ايجابا علي تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن ويسهم في زيادة الطلب علي استخدام قناة السويس الجديدة باعتبارها الاختيار الاول لخطوط الملاحة العالمية ورفع درجة تصنيف القناة لدي المجتمع الملاحي العالمي.پپ أشار مميش إلي ان قرار حفر قناة السويس الجديدة في ذلك التوقيت "قرار جرئ"پفي ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر وكان من المقرر تنفيذ المشروع في 3 سنوات وقد تم تقليص المدة الزمنية بناء علي توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتبلغ مدة التنفيذ 12 شهراً فقط وبالفعل تم الانتهاء من المشروع وافتتاح القناة للابحار في الوقت المحدد اما التكلفة التقديرية للمشروع تبلغ 8.2 مليار دولار 4.2 مليارات دولار لحفر القناة الجديدة و 4 مليار دولار لعدد 6 انفاق اسفل قناة السويس وقام الشعب المصري العظيم بجمعها في 8 ايام فقط مسجلا انجازا تاريخيا فريدا لهذا الشعب البطل الذي لا يعرف المستحيل ويؤكد علي الدوام قدرته علي اجتياز اصعب الظروف عندما يثق في قيادته الوطنية المخلصة. وأوضح ان الجميع اندمج في آلة واحدة كعقرب الساعة من اجل انجاز مشروع حفر قناة السويس الجديدةپوفقا للمخطط ليصل الطول الاجمالي للقناة الجديدة 72 كيلو متراً ويشمل ذلك حفر المجري الملاحي الجديد بطول 35 كيلو متر وبعمق 24 مترا وعرض 320 مترا عند صفحة المياه وبغاطس 66 قدما بالاضافه الي توسيع وتعميق التفريعات الغربية الحالية بطول اجمالي 37 كيلو مترا وبعمق 24 مترا وبغاطس 66 قدما وتشمل التفريعات الغربية بمنطقة البحيرات المرة الكبري بطول 27 كيلو مترا والتفريعه الغربية للبلاح بطول 10 كيلو مترات.پ وانقسمت عمليات الحفر في المشروع إلي قسمين اولهما عمليات ازاله للرمال المتشبعة بالمياه من خلال اعمال التكريك بكميات حوالي 250 مليون متر مكعب حفر تحت منسوب المياه بتكلفة تقديرية 15 مليار دولار جنيه وثانيها اعمال حفر علي الجاف التي قامت بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بكميات حوالي 250 مليون متر مكعب وبتكلفة تقديرية 4 مليار جنيه وقد تطلبت اعمال التكريك بالمشروع تضافر جهود الكراكات العاملة بهيئة قناة السويس مع طاقم الكراكات الاجنبية التي تمت الاستعانة بها من خلال تحالفين التحالف الاول هو تحالف التحدي بقيادة شركة الجرافات البحرية الوطنية الاماراتية ومعها شركتان هولنديتان هما شركة بوسكالس وفان اورد ومعهما شركة جان دي نيل البلجيكية اما التحالف الثاني فهو تحالف الامل ويضم شركتي دردجينج انترناشيونال البلجيكية وجريت اليكس الامريكية.پ قال الفريق مهاب مميش ان شركات هيئة قناة السويس لعبت دوراً مهماً ولم يقتصر دور شركات پهيئة قناة السويس علي الاشراف علي عمليات التكريك الخاصة بحفر قناة السويس الجديدة وانما عملت الهيئة بالتوازي لتوفير كافه مايلزم لتجهيز المجري الملاحي وذلك من خلال اعداد التصميمات والرسومات وتحديد المواصفات لاعمال بناء التكسيات اللازمة لحماية جوانب وميول القناة الجديدة فتم ازاله تكسيات وستائر قديمة بطول حوالي 30 كيلو متراً وانشاء تكسيات جديدة بطول 100 كيلو متر وبتكلفة تقديرية 500 مليون جنيه بالية جديدة تعتمد علي استخدام الاحجار الطبيعية المنتجة محليا من محاجر سيناء للتقليل من اعمال صيانة مستقبلية وقد تطلبت عملية بناء التكسيات تضافر جهود 131 فرقه عمل من شركات القطاع العام والخاص في هذا العمل الجبار علما بأن أعمال التكسيات قد بدأت بمعدل 100 متر طوليا في اليوم ووصلت إلي 1500 متر طوليا يوميا وهو مايؤكد قدرة الانسان المصري علي قهر الصعاب والتحديات.پ أضاف أنه تم تصميم وتنفيذ السيفونات الخاصة بالمرافق التي تعترض المشروع وذلك بمعرفة شركات الهيئة شركة الرباط وشركة الترسانه النيلية وذلك بعدد 24 سيفوناً بطول 600 متر وباقطار مختلفه وتصميم وتنفيذ المحطات البحرية اللازمة لتوجيه ومراقبة السفن العابرة للقناة فضلا عن تصميم وتنفيذ الارصفة والسقالات امام تلك المحطات وتوفير المساعدات الملاحية المتمثلة في تجهيز شمندورات الارشاد ومشتملاتها والتي تعمل كعلامات ارشادية للسفن توضح اجناب القناة وتحدد المجري الملاحي من خلال اجسام عائمة واضحة بالنهار ومضيئة ليلا عبر الطاقه الشمسية المخزنة نهارا بواسطة شاحن الطاقة الشمسية المثبت علي جوانب الشمندورات الاربعة وبلغ عدد الشمندورات 110 شمندورة وقد تم انتقائها لتواكب أحدث الشمندورات في العالم فالجسم العائم قادم من ايطاليا اما فوانيس الاضاءة فمن اسبانيا وتم تجميعها بواسطة عماله مدربة من بحرية هيئة قناة السويس لتكون فور تشغيلها قادرة علي ارسال المعلومات والبيانات الانية لمراكز التحكم ووفقا للمخطط تم انشاء محطة ارشاد جديدة وطباعه الخرائط الملاحية الخاصة بقناة السويس الجديدة بالاضافة إلي اعداد الخرائط الالكترونية وعمل محاكاة للقناة الجديدة من خلال تعديل لائحة الملاحة بما يتناسب مع التعديلات الاخيرة للقناة الجديدة كما استطاعت هيئة قناة السويس من خلال شركة القناة للموانئ وهي احدي شركات الهيئة من بناء مراسي المعديات الثلاثة في مدة زمنية لم تتجاوز 3 اشهر تمهيدا لبدء عمل المراسي والمعديات الجديدة التي تضمن ربط شرق القناة بغربها لحين الانتهاء من الانفاق التي يتضمنها مشروع تنمية قناة السويس.