أشعر بالتفاؤل بما يجري علي أرض مصر من أعمال ومشروعات.. وسر تفاؤلي يعود إلي ما نجده من إرادة وتصميم وإصرار علي تنفيذ هذه المشروعات مهما قابلت من صعوبات. والحقيقة أننا في هذه المشروعات وجدنا تفكيراً جديداً في أساليب التمويل خصوصاً أن الحكومات السابقة كانت في معظم الأحيان عاجزة عن تدبير الأموال اللازمة لتنفيذ أي مشروع.. ولهذا وجدنا مشروعات أعلن عن تنفيذها.. ثم لاحظنا أنها مجرد كلام في كلام.. أو كلام للاستهلاك المحلي.. وهناك أيضاً مشروعات بدأ تنفيذها بالفعل.. ثم توقفت فجأة ولم تستكمل.. وأبسط مثال علي ذلك طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي.. الذي بدأ العمل في توسعته مع بداية الألفية الثالثة.. ثم توقف العمل.. وعاد بعد ثورة 30 يونيه. كذلك كانت هناك أفكار كثيرة حول إقامة عاصمة إدارية جديدة منذ عام 2017 وتم بالفعل اختيار مواقع عند محافظة بني سويف وأيضاً إلي منتصف الطريق الصحراوي مصر الإسكندرية حيث تم اختيار مساحة شاسعة تابعة لمحافظة المنوفية وهي "مدينة السادات الحالية" وبدأ العمل فيها ولكنه توقف وصارت المباني التي أقيمت فيها تسكنها الأشباح.. وتم اختيار مساحة أخري وهي المساحة الحالية التي أقيمت علي أرضها العاصمة الإدارية الجديدة.. وهذه الأراضي وغيرها قرأتها في كتاب المفكر الكبير المرحوم الدكتور جمال حمدان "القاهرة" وظلت هذه المشروعات والأفكار تتداول منذ عام 2007.. ولم تصل إلي أي نتيجة وبقيت القاهرة الحالية علي حالها تزداد أوجاعها وتتضخم مشاكلها إلي أن قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي إطلاق شرارة البدء في تنفيذها.. وتحدد موقعها بداية من طريق القاهرةالسويس الصحراوي بامتداد طويل ناحية الشرق.. وبدأت معالمها تظهر بالفعل.. وبدأت حركة العمران تسير بخطي واسعة.. حتي أن الرئيس أعلن في مؤتمر الشباب السادس أنه خلال شهور سيتم نقل بعض الوحدات الحكومية. بل ومجلس الوزراء. بصراحة هذا هو الفرق بين عهدين عهد كانت المشروعات لا تجد طريقها للتنفيذ.. وعهد قرر أن يسابق الزمن وكما قال الرئيس السيسي إننا تأخرنا كثيراً في اللحاق بالتقدم الذي ساد معظم دول العالم وعلينا أن نلحق بالدول المتقدمة وهذا لن يحدث إلا بالعلم والعمل الجاد وهذا هو ما يجري بالفعل. ولقد لمست مدي التطور الذي حدث في الطريق الساحلي المؤدي إلي مدينة الغردقة وما بعدها. وجدت الطريق وهو مازال تحت التطوير كيف تمت توسعته خاصة في المسافة بين العين السخنة والزعفرانة. وقد كانت هذه المسافة ضيقة وخطرة.. وقد تم توسعتها ومازالت أعمال التطوير سارية فيه. بالإضافة إلي طريق رائع هو طريق جبل الجلالة وبالتأكيد هناك شبكات أخري من الطرق جري ويجري تنفيذها وكلها تأتي لخدمة الاقتصاد والصناعة أيضاً لخدمة الجماهير. وكم كنت أتمني أن يتذكر الناس كيف كانت حالة الطرق أثناء الستينات والسبعينات كانت الطرق كلها مطبات بل وعارية من الرصف بخلاف عدم وجود طرق رئيسية. والآن الخطط كلها تدور بحيث تكون هناك طرق حديثة تربط المحافظات بعضها ببعض.. وتؤدي بعضها إلي المحافظات الساحلية. بصراحة الناس في حاجة لكي يشاهدوا ما يجري من عمل.. ولا يكفي أن يشاهدوا هذه المشروعات عند افتتاحها عبر شاشات التليفزيون فقط.. في رأيي أنه يتم تنظيم رحلات إلي هذه المواقع التي يجري فيها العمل علي أرض مصر هو أمر إعلامي حيوي وأذكر أنه في الخمسينات وما بعدها كانت الحكومة تنظم رحلات للشباب لمشاهدة موقع إنشاء السد العالي في أسوان وكذلك بدايات العمل فيه. ولم يكن ذلك يتكلف أكثر من إلحاق عربتان أو ثلاث عربات في مؤخرة قطارات الصعيد تنقل الشباب والطلاب إلي أسوان. وحتي الآن مازالت صورة إنشاء السد العالي عالقة بأذهان من شاهدوا مراحل الإنشاء. نحن في حاجة بالفعل إلي مشاهدة ما يجري من تنفيذ للمشروعات القومية التي ستكون بإذن الله الطريق إلي الرفاهية وبمناسبة الحديث عن هذه المشروعات القومية نذكر مشكلة نجدها في حاجة إلي حملة قومية وأقصد بها مشكلة النظافة التي أصبحت سمة في معظم الشوارع.. حيث أصبحت النظافة فيها أمراً عجباً وغيابها أمراً اعتدنا عليه وقد أثيرت هذه المشكلة في مؤتمر الشباب أيضاً.. وتحدث فيها الرئيس لدرجة أنه أعلن عن استعداده للنزول مع الشباب إلي شوارع مصر لتنظيفها ولن يقبل باستمرار ما تعانيه. ولهذا فإن تنظيم حملة قومية لتنظيف المحافظات بصورة فورية أمر له أهمية كبري والأكثر منذ لك أن نجاحها يؤكد إصرار المصريين علي القضاء علي المشاكل التي استعصي حلها علي الحكومات السابقة. وقد لجأت إحدي هذه الحكومات إلي شركة أجنبية تعاقدت معها.. علي تنظيف الشوارع ولكن الذي حدث أن القمامة زاد تراكمها في أماكن كثيرة بالإضافة فرض رسم نظافة علي كل المساكن.. ولكن لم يشعر الناس بأي إنجاز من هذه الشركة أو غيرها. عموماً ومع هذه الحملة القومية لابد من تنفيذ قانون صارم يعاقب كل من يلقي حتي ولو ورقة صغيرة في الشارع وأعتقد أن هناك قانون بهذا المعني. وفي هذا السياق أتذكر أن سنغافورة أصدرت قانوناً يعاقب من يلقي حتي "عقب سيجارة" في الشارع ولهذا فشوارعها نظيفة تماماً. وبصراحة فإن شوارع مصر أصبحت لا تطاق من كثرة القمامة المتراكمة علي بعضها ولا تجد من يرفعها.. والمتسبب في كل هذا.. هم المواطنون الذين لا يجدون من يرفع القمامة من البيوت فيضطرون إلي إلقائها في الشوارع.. وأيضاً تقاعس "الزبالين" التابعين للمحليات والمسئولين عن رفعها.. وبصراحة لا يوجد من يحاسب أحداً سواء من المسئولين عن النظافة أو الزبالين وتركوا الإهمال يستشري والنظافة في غيبوبة.. والقذارة تستفحل في الشوارع وهكذا. الواقع أنه لابد من المواجهة الحاسمة لهذه المشكلة والحساب والعقاب وبدون ذلك ستظل أكوام القمامة تزداد يوماً بعد يوم.