من يظن أن فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية مطروحة سواء علي المستوي الرسمي أو الشعبي فهو واهم.. فالأكذوبة التي عاشت جماعة الإخوان عليها 80 عامًا انكشفت حتي قبل 30 يونيو عندما كانوا في طريقهم لتأسيس دولة عنصرية تقصي الآخر بشتي الطرق بل تحاول أن تبعده عن البلاد ومن ينسي أقوال المتطرفين من أتباعهم "إذا لم يعجب الأقباط حكمنا.. فالمطار موجود عليهم أن يرحلوا" هكذا تخيل الإرهابيون أنفسهم بأنهم امتلكوا مصر ولن يبعدهم عنها أي شيء. ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتطيح بأحلامهم وتكشف قبح مسعاهم وسلوكهم وإجرامهم فحولوا مصر إلي ساحة حرب يمارسون الإرهاب بكل أشكاله.. حرقوا الكنائس.. قتلوا ويقتلون رجال الجيش والشرطة وكأنهم ليسوا من الشعب المصري ودون أن يدركوا أنه لولا الجيش والشرطة ما استمروا في حكم مصر يومًا واحدًا وليس عامًا بالكامل. كيف نتصالح ودماء أبنائنا وأشقائنا لم تجف حتي الآن ومازال مسلسل إرهابهم مستمرًا حتي الآن وما يحدث في سيناء خير دليل علي ذلك بل إن مخططاتهم التي تكشفها أجهزة الأمن كل يوم وآخر تؤكد أنهم لن يعودوا عن ممارساتهم الإجرامية التي طالموا اقتنعوا بها ونفذوها.. هؤلاء مرضي نفسيون يحتاجون إلي مصحات وليس مصالحات.. هؤلاء فقدوا التوازن العقلي والنفسي معًا بعد أن أطاح المصريون بهم من الحكم حينما اكتشفوا أنهم أمام عصابة تحكم وليس نظامًا سياسيًا يؤسس لدولة عصرية حديثة قوامها العدل والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.. فطنا جميعًا أننا علي مشارف دولة فاشية فاشلة تريد تقسيم الوطن بزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد. هؤلاء كانوا ومازالوا يؤمنون أنهم أحق بالحكم ولم يقتنعوا حتي الآن أن الشعب قام بثورة لعزلهم من الحكم والحياة. بل مازالوا يحلمون بأن مرسي عائد وأنهم لابد يومًا أن يعودوا ليتصدروا المشهد.. رغم مرور تلك السنوات ورغم ما نعانيه من سلوكياتهم وإرهابهم الذي لم ينقطع يومًا.. فعلاً هؤلاء يحتاجون إلي مصحات نفسية أولاً قبل أن يكون هناك تفكير للحوار معهم فقط وليس الدخول مباشرة إلي مصالحة.. ومن ينسي المراجعات التي أوهمونا بها في التسعينيات داخل السجون وإعلانهم بأنهم تابوا وعادوا عن أفعالهم وأفكارهم ثم جاءت مؤامراتهم علي البلاد والأوطان والشعوب.. فهل نلدغ منهم مرة أخري؟.. لا أعتقد.