الملايين من عشاق كرة القدم المصرية داخل أرض الوطن وخارجه علي مدار تاريخها الممتد لأكثر من قرن من الزمان لم يراودهم في يوم ما مجرد حلم أن يكون لمصر لاعب مؤهل للمنافسة علي لقب أحسن لاعب في العالم. ها هو محمد صلاح قائد منتخب الفراعنة ونجم نادي ليفربول الذهبي والذي حصد هذا العام كل الألقاب والجوائز في أقوي وأصعب وأغلي دوري في العالم بالفوز بلقب أفضل لاعب وهداف في الدوري الإنجليزي يحقق اليوم حلم شعب مصر ويجعله حقيقة ملموسة علي أرض الواقع بعد مرور أكثر من مائة عام علي دخول الكرة أرض الكنانة عندما رشحه الاتحاد الدولي "الفيفا" للانضمام لسباق رهيب مع قائمة تضم أفضل عشرة لاعبين في العالم للفوز بلقب أحسن لاعب علي سطح الكرة الأرضية لهذا العام. صدق أو لا تصدق محمد صلاح ابن النيل البار ينافس وينازع الساحر ميسي الأرجنتيني والدون كريستيانو علي الكرة الذهبية والتي احتكرها النجمان العالميان خلال السنوات العشر الأخيرة ومعهم 7 آخرين من أساطير الكرة العالمية أبرزهم الرائع إيدن هازارد البلجيكي والدينامو الكرواتي لوكا مودريتش ليثبت محمد صلاح نجم مصر الفذ وفتاها الذهبي. إنه بالفعل وعلي أرض الواقع وبالأرقام ومستواه الرفيع المتوهج فنياً ومهارياً وبدنياً وذهنياً أسطورة الكرة المصرية.. بل وأصبح من أساطير الكرة العالمية. نعم بات محمد صلاح هو الأسطورة الحقيقية والوحيدة في تاريخ الكرة المصرية بكل ما تحمله الكلمة من معان لما حباه به الله من موهبة فطرية فذة في فنون اللعبة كصانع ألعاب وهداف من طراز فريد وعالمي وسرعة مذهلة جعلته واحداً ضمن أسرع عشرة لاعبين في العالم ومهارات فذة في التحكم والسيطرة علي الكرة والمراوغة والتسديد القوي فهو أفضل لاعب علي الاطلاق في تاريخ الكرة المصرية. محمد صلاح هذا الأسطور الحية والخالدة والوحيدة في تاريخ الكرة المصرية حباه الله أيضاً بالإضافة لموهبته الكروية الفذة بشخصية رائعة تتمتع بقوة الإرادة والطموح والثقة في النفس والتواضل والانضباط والالتزام ودماثة الخلق داخل الملعب وفي حياته الشخصية بالتمسك بتعاليم دينه وتقاليد القرية المصرية فلم تبهره أضواء المدينة الممثلة في طبيعة المجتمعات الغربية بل وضع محمد صلاح هدفاً كبيراً نصب عينيه منذ بدأ رحلته في عالم الاحتراف بأقوي دوريات العالم ببلاد الفرنجة وهو ان يصبح واحداً من عظماء الكرة العالمية وان يسجل اسمه بحروف من ذهب مع الخالدين في تاريخها منذ اخترعها الإنجليز مهد اللعبة وسعياً لتحقيق هذا الهدف العظيم نجد ان التركيز التام في التدريب والمباريات بكل جوارحه هو سلاح الأسطورة الخالدة محمد صلاح ليحقق هدفه الشخصي وحلم الشعب المصري في ان يصبح أحد أبناء النيل من أساطير الكرة العالمية. انطلاقاً من هذا السلوك النموذجي للأسطورة لمحمد صلاح نجد أنه بات يحظي بحب وعشق الملايين من محبي كرة القدم ليس في مصر بل حول العالم وأصبحت الجماهير الإنجليزية تردد الأناشيد والأهازيج وتتغني باسمه وأصبح سفيراً فوق العادة للشباب المسلم وأثبت علي أرض الواقع أن الإسلام هو دين الحب والسلام والحياة وقبول الآخر وتلك الصورة الرائعة التي قدمها محمد صلاح للشباب ا لمسلم جعلت منه نموذجاً يحتذي به في الطموح والإصرار علي النجاح مهما كانت التحديات وارجعوا لرحلته في عالم الاحتراف. ولعلنا نتفق ان الجريمة التي ارتكبها سيرخيو راموس "بلطجي" الكرة الإسبانية وريال مدريد ضد الأسطورة محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا بتعمد إصابته وحرمان ليفربول من جهوده في المباراة وبالتالي عدم فوز صلاح بكأس أوروبا وأيضاً ظهور منتخب الفراعنة بصورة متواضعة في مونمديال روسيا كلها عوامل تؤثر سلباً علي فرص الأسطورة العالمية محمد صلاح في الفوز بالكرة الذهبية وهذا احتمال لا يمكن إغفاله ولكن في النهاية لن يؤثر ذلك إذا حدث في مكانة محمد صلاح الذي بات يتمتع بشعبية طاغية حول العالم وتتسابق الجماهير لمشاهدته والاستمتاع بأدائه الساحر مثل ميسي وكريستيانو وسوف يبقي محمد صلاح ابن النيل واحداً من أساطير الكرة العالمية بل وثقتي كبيرة في أن قدرات محمد صلاح البدنية وموهبته الفنية وروحه القتالية والتنافسية تؤهله للفوز بلقب أفضل لاعب في العالم إذا لم يكن هذا العام ففي غضون السنوات القليلة القادمة لأنه موهبة نادرة قابلة للتطور والنمو دائماً علي كافة الأصعدة الفنية والذهنية والبدنية والمهارية.