كنت أتابع مباراة الجونة والانتاج.. وكان الجونة متقدماًَ بهدف.. وبينما كنت استمع لصوت المعلق كنت أيضا استمع لصوت يلاحق صوت المعلق وفهمت أنه يقوم بتوجيه اللاعبين في الملعب وكأنه أحد أفراد الجهاز الفني لأي من الفريقين.. أو ربما مشاهد كان يجلس بجوار المذيع.. ولا يعنيني في البداية هوية الشخص.. ولكن الذي يعنيني أن هذا المتكلم فاجأنا بسب الحكم وبألفاظ نابية خارجة تعبر عن سلوك صاحبها الذي أري أنه قليل الأدب. نعم قليل الأدب لأنه لا يوجد شخص عرف معني التربية يخرج منه هذا اللفظ وبهذه الطريقة وعبر شاشة التلفاز.. أي أن هذا اللفظ يعد موجها لكل المشاهدين لهذا اللقاء.. فلو كان من المشاهدين فأهله مسئولون عن سلوكه.. سواء كان والده أو والدته أو شقيقه أو زوجته أو حتي ولده.. ولو كان من أحد الأجهزة الفنية فإن هؤلاء مسئولون أيضا عنه بجانب ادارة ناديه التي يجب أن تأخذ موقفا تربويا ضده وأيضا اتحاد الكرة والتليفزيون. أقول هذا اليوم قبل أن يكبر الصغير.. وتتكرر الظاهرة وبصورة أبشع وعلي نطاق أوسع ويصعب القضاء عليها مثلما نتجاهل أموراً كثيرة حتي تلتهمنا جميعا ولا نتعلم الدرس. وأكرر ودون ملل لا يجب أن نحاسب الناس ولا نحاسب انفسنا.. فكثير ما نجد أناساً يتكلمون عن الاخلاق ولا علاقة لهم بها.. ويتحدثون عن سلبيات النظام السابق وبحرقة شديدة ثم تراهم يسقطون في نفس السلبيات.. لذلك أرجوكم حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا الناس وقبل ان تحاسبوا يوم الحساب الأكبر. لا شك أن هناك أخطاء غير مقصودة.. واحيانا ما نقع جميعا في أخطاء نتيجة انفعالات زائدة.. ولكن هناك فارقا كبيراً بين خطأ يأتي لحظة انفعال وخطأ يقع في أمور طبيعية وعبر التلفاز وعلي مرأي ومسمع من الناس.. وقد يقع خطأ لا يعلم به أحد فعلينا أن نستر صاحبه ولا نفضحه ونعالج الموقف في سرية وهدوء.. ولكن الخطأ الذي يقع علي الملأ لا يجوز علاجه إلا علي الملأ.. والخطأ الذي يقع من مسئول يكون أكبر وأخطر ولو لم يقابل بقوة فسيزداد هو قوة ولن نقدر عليه فيما بعد.. سامحنا الله واياكم علي كل خطأ مقصود وغير مقصود وجعلنا نسير علي هديّ النبي صلي الله عليه وسلم والذي بعث ليتمم اخلاقنا. وكم أتمني أن تمر مباريات كرة القدم دون شغب أو خروج عن النص أو اللوائح وليكن اليوم رياضيا جميلا لا سيما انه سيشهد مباريات الكبار.. الأهلي والزمالك والاسماعيلي.. وياريت جماهير الفرق الكبيرة تكون كبيرة.