أيها القابضون علي جمر العروبة في الزمن الصعب: لا تستسلموا لليأس وأنتم تواجهون المؤامرات القذرة علي القدس عروس المدن.. لا تجعلوا هزيمة السلاح تهزم الأرواح.. املأوا قلوبكم بالأمل وبالتحدي.. انتصروا للقدس بإرادتكم الصلبة.. إن كان هذا يوم الغاصب فسوف يكون للقدس يوم آخر.. يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.. فقط لا تيأسوا من روح الله.. وأعدوا لهذا اليوم عدته.. قولوا لأولادكم إن القدس عربية مهما تغير عليها الزمن.. ومهما تكاثر عليها المعتدون.. قولوا لأولادكم إن القدس لكم أنتم.. فلا تتكاسلوا ولا تتخاذلوا.. اجمعوا الصفوف وأعدوا ليوم القدس عدته. سوف يسقط عشرات بل مئات بل آلاف الشهداء فداء للقدس.. وسوف يفرح الغاصبون بالدماء والشهداء.. سوف يظنون أنهم انتصروا وبلغوا نهاية التاريخ.. لكن لا يفت هذا في عضدنا ولو تواطأ معهم أهل الأرض جميعًا.. ستظل القدس عربية.. وحين يأتي يومها الموعود ستنفض عنها رداء الخزي والهوان.. وتنتفض قوية عزيزة.. تسترد روحها وعزيمتها وصلابتها وفقا لقوله تعالي: "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا". نحن ممتلئون بالغضب الساطع نعم.. محزونون وقلوبنا تحترق بالقهر والألم نعم.. لكننا لا نفرط ولا نيأس.. بل نحن علي يقين كامل بأن وعد الله حق.. وأنه نافذ بإذنه تعالي علي يد عباده الصادقين المخلصين.. الأولي بأس شديد.. وساعتها ستتغير موازين القوة.. وستعلو ارادة الحق ورايته.. ويقطع الله دابر العرابين والمتهافتين.. ويعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". فليكن لهم وعد بلفور ووعد ترامب وليكن لنا وعد الله.. وليجتهد أهل الحق ما وسعهم الاجتهاد في أن يكونوا عبادا مخلصين لربهم حتي يكونوا جديرين بإنفاذ وعده لهم.. يجتمعون علي كلمة سواء.. ويعملون علي تنقية صفوفهم من الغشاشين والمنافقين والخونة والمتثاقلين إلي الأرض.. ونصر الله آت لا ريب فيه. قضيتنا ليست صفقة قرن.. وليست بضاعة تباع وتشتري.. قضيتنا قضية حق.. قضية أمة لا تنحني إلا لله العلي القدير.. قضية ماض وحاضر ومستقبل.. والقدس ليست مجرد مدينة يمكن أن نستبدلها بمدينة أخري أو عدة مدن وقري.. ذلك خيال بعيد.. القدس العربية رمز هذه الأمة وعلامة علي أنها مازالت علي قيد الحياة "فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".