أنهت البعثة الأثرية للحفائر المشتركة بين وزارة الآثار وجامعة المنيا أعمالها للموسم الأول بمنطقة تونا الجبل الأثرية.. تضمن برنامجا لعمل القيام بأعمال المسح الأثري للمنطقة. وإجراء الحفائر الأثرية بالجزء الشمالي من الجبانة الأثرية. قال د.أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية إن العمل تم من خلال ثلاثة قطاعات مختلفة. القطاع الأول توصلت البعثة به إلي بناء صغير الحجم بني من قوالب الطوب اللبن ارتفاعه يتراوح بين 50 سم إلي 20 سم. كما تم العثور علي بئرين يؤديان إلي مقبرة تتكون من صالة طويلة بها أربع حجرات. عملت البعثة بثلاث حجرات فقط نظراً لخطورة العمل في الحجرة الرابعة. أضاف د.وجدي رمضان رئيس البعثة أن البعثة توصلت في نفس القطاع إلي مقبرة تتكون من مدخل لسلم نحت في طبقة رملية شديدة التماسك ويؤدي إلي صالة بها ستة دفنات موزعة في أرجائها. وحجرتان. الأولي في الجدار الغربي وهي غالباً حجرة الدفن الرئيسية بالمقبرة حيث تم العثور بها علي تابوت حجري وأربع دفنات في الأرضية. ولم يتم العثور بداخل التابوت سوي علي بقايا عظمية آدمية منبوشة وفي حالة سيئة. علماً بأن غطاء التابوت وجد ملقي علي أرضية الحجر وأما عن الحجرة الثانية فهي تقع في الجدار الشمالي. وقد عثر بها علي خمس دفنات في الأرضية. وخمس نيشات منحوتة في جدارها الشمالي. الثلاثة الأولي منها من جهة الشرق كان بهما توابيت حجرية غير منقوشة وغير جيدة الصنع. يبدو أنها قد استخدمت لإعادة دفن أفراد كان قد تم دفنهم في الأرض من قبل. أشار جمال السمسطاوي مدير عام آثار مصر الوسطي أن البعثة عملت في القطاع الثاني. وتم العثور بداخله علي بئر تم نحته في طبقة رملية متكلسة علي عمق 2 متر. ويؤدي إلي حجرة دفن غير منتظمة الأبعاد عثر بها علي تابوت مغلق بالمونة بداخله هيكل عظمي. كما عثر بداخل الغرفة علي دفنه بجوارها قطعة فخارية مزخرفة غالباً تصور موضوعاً أسطورياً بعينه. أما عن القطاع الثالث قال د.الطيب سيد نائب رئيس البعثة إنه تم العثور به علي بئر يؤدي إلي مقبرة تتكون من خمس حجرات. الحجرة الأولي هي الصالة المركزية التي تصل إلي البئر وتم العثور بها علي أربع دفنات والعديد من العظام الآدمية المنبوشة والمبعثرة في جميع أنحاء الصالة والمقبرة بشكل عام. كما يوجد داخل الصالة ثلاث حجرات. الأولي تقع في الجدار الشمالي وعثر بها علي العديد من العظام الآدمية المبعثرة. وقناع من الجص لسيدة وحليات جصية مزخرفة كانت غالباً تستخدم لعمل تاج فوق القناع في العصر البطلمي الروماني وتميمة صغيرة من الجص علي شكل طائر. وتقع الحجرة الثانية في الجدار الجنوبي للصالة وتم العثور بها علي عظام آدمية مبعثرة وجمجمتين لصغير قرد البابون. أما الحجرة الثالثة فهي تقع في الجدار الغربي للصالة وعثر بها علي دفنتين لم يتم العبث بهما. ومن خلال تلك الغرفة نصل إلي الحجرة الرابعة والتي تم العثور بها علي تابوتين بدون أغطية منبوشين وهما في حالة سيئة جداً وغير منقوشين. عثر بداخلهما علي بقايا عظمية آدمية. وآناء فخاري فارغ. الجدير بالذكر أن منطقة تونا الجبل الأثرية هي جبانة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا خلال فترة العصر البطلمي والروماني. وقد تمت أول أعمال التنقيب المنظم بها من خلال المعهد الفرنسي للآثار الشرقية "1902 - 1903". وفي عام 1919 تم الكشف عن مقبرة بتوزيريس بواسطة جوستاف لوففر. وفي خلال عام 1031 - 1953م استطاعت حفائر جامعة القاهرة بواسطة د.سامي جبرة إلي الكشف عن أغلبية الجبانة وهي المنازل الجنائزية والسراديب والساقية الرومانية. بداية من عام 1971م عملت بالموقع البعثة الألمانية - المصرية المشتركة بين جامعة القاهرة وجامعة ميونيخ ومازالت أعمالها مستمرة حتي الآن.