سيناء التي عانينا كثيراً بسبب عدم تنفيذ برامج التنمية فيها خلال العصور السابقة والتي حاول نظام الإخوان التآمر لاقتطاع أجزاء منها لخدمة أطماع وأجندات خارجية فيها وإقامة ولاية سيناء بالتعاون مع قوي تدعم الإرهاب والإرهابيين علي أجزاء من أرضها التي ارتوت بدماء الشهداء لتحريرها من الاحتلال. ولا ننسي أنه عندما قام هؤلاء الدواعش باختطاف عدد من جنودنا رأينا "المعزول" يخرج علينا مطالباً أجهزة البحث من الجيش والشرطة بالحفاظ علي حياة الخاطفين والمخطوفين.. كما سمعنا أحد القيادات من أعضاء تنظيم الإخوان عندما هب الشعب بثورة 30 يونيه يقف ويقول: "إن الذي يحدث في سيناء سوف يتوقف في التو واللحظة عندما يتم التراجع عما يحدث في الشارع لمواجهة جماعته الإرهابية". سيناء هذه تمثل كما نعرف 6% من مساحة مصر وتضم خيرات كثيرة وإمكانات كبيرة في الاستصلاح وإنتاج النباتات الطبية وزراعات الزيتون والفاكهة بالإضافة إلي إمكانات الصيد والتعدين والغاز والبترول والسياحة بأنواعها علاجية ودينية وشاطئية وإقامة صناعات واعدة في مجالات كثيرة استفادة بموقعها المتميز. القيادة السياسية أعلنت عن رصد 275 مليار جنيه لتحقيق التنمية الشاملة فيها.. وفتحت باب التبرع للراغبين من المصريين للمشاركة في المشروعات القومية المقرر إقامتها.. وسمعنا ورأينا قوي الشر تحاول أن تفت في عضدنا بالباطل تارة بالتشكيك فيما يجري ويتم وأخري بالادعاء بأننا نلقي بمليارات المصريين في الرمال وثالثة بأن أرض الواقع لا تشهد أي حركة إيجابية. كل هذا أتذكرته وأنا أتابع ما نشرته الصحف يوم الخميس الماضي حول جرائم أعضاء تنظيم ولاية سيناء الذين تواصلوا مع داعش لإسقاط الدولة وارتكبوا جرائم يشيب لهولها الولدان واستقطبوا النساء لممارسة ما يسمي "جهاد النكاح"!! وتذكرته وأنا أتابع موافقة مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير الاربعاء الماضي علي عقد اتفاق للبحث عن البترول والغاز في شمال سيناء "نور" بالبحر المتوسط بين شركتي إيني الإيطالية وثروة المصرية من جانب وإيجاس القابضة للغاز من جانب آخر.. وأكد المهندس طارق الملا وزير البترول أنه تقرر طرح مزايدة عالمية في هذا الإطار خلال أسابيع وتتضمن إنفاق 105 ملايين دولار لحفر آبار بالمنطقة.. مشيراً إلي أن الاتفاقية سيتم إرسالها إلي مجلس النواب لإقرارها إيذاناً ببدء التنفيذ مرجحاً احتمال وجود بترول وغاز بالمنطقة. وتذكرته وأنا أتابع البيان "21" للقوات المسلحة عن العملية "سيناء 2018" في إشارة واضحة إلي أن الدولة المصرية تعمل علي كل المحاور وفي وقت واحد تحت شعار لن نتنازل عنه جميعاً يقول: يد تحمل السلاح لتطهير سيناء من الإرهاب وجرائمه.. ويد أخري تبني وتعمل بكل جدية لاستغلال الموارد والامكانيات التي حبانا الله سبحانه وتعالي بها في أرض الفيروز بأفضل الأساليب. وفي هذا الإطار أتذكر تأكيد محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فوده أنه يجري الآن دراسة إقامة أكبر منتجع مصري للسياحة العلاجية علي مساحة 150 فداناً بمنطقة موسي بطور سيناء بالتعاون مع الجانب المجري. كل هذا يتم وهناك غيره الكثير والكثير من مشروعات البنية التحتية لتأهيل المكان لاستقبال المزيد من الاستثمارات ولتوفير الخدمات المناسبة لأهلنا في سيناء ولجذب رجال الأعمال المتوقع مشاركتهم في مجالات الاستغلال المتنوعة. هذه مجرد نماذج من انطلاقات تتم علي أرض سيناء وتؤكد بحق أننا ماضون في الاتجاه السليم للاستفادة بأرض الفيروز وزراعتها بالبشر لتكون حائط صد ضد كل الأطماع فيها.. وبإذن الله وتوفيقه ستكون أرض الخير لمصر والمصريين.