لا أعرف ذلك "الشخص" الذي قام بتصميم أفيش الحدث السينمائي "أيام القاهرة" السينمائية الذي قامت بتنظيمه "سينما زاوبة" المشروع الذي فكرت فيه وقامت بتأسيسه مشكورة المنتجة ماريان خوري صاحبة أيام السينما "الأوروبية"الذي يقام بنجاح منذ أكثر من عشر سنوات وأصبحت له سمات وجمهور ومتابعون. علي أي حال لست حريصة علي معرفته وإن كنت علي يقين أنه واحد من هؤلاء الطفيليين المعارضين لمؤسسات الدولة وللنظام. وهكذا يقول "الأفيش" يبشرنا بحدث فني ولكنه في نفس الوقت ومن خلال نفس التصميم الجرافيك يصم "القاهرة" تحمل المناسبة اسمها برسم معادي وسخيف شطرها إلي نصفين وإلي لونين أحلاهما كئيب أو إلي طبقتين منفصلتين بخطوط يشقها إلي عالمين في المقدمة تجد بناية عشوائية متواضعة من دور واحد وشرفة صغيرة بغسيل أسود في الخلفية أبراج ليست مكتملة وكالحة وبين العالمين خطوط لمئذنة.. فالتصميم في مجموعه يعتمد علي التجريد ولكن علي شمال التصميم صورة واقعية واضحة لسيارة ملاكي قديمة من نوع سيارات "نصر" في الأغلب وفوق مقدمتها "الكابوت" ينام كلب شوارع. وعلي زجاج المقدمة يوجد شعار الشرطة المصرية الذي يحمل صورة النسر. واضح أن من قام بهذا التصميم الرديء شكلاً وموضوعاً ينتمي إلي تلك الزمرة الطفيلية أو هؤلاء الذين طالما صدعونا بالشعارات المعادية أو بالبغبغة كلما لاحت لهم الفرصة للتعبير عن مكنون عدائهم بالصوت أو بالصورة لكل ما هو "مصري" "ثقافة ولغة وناس" وذلك لأنهم في الأغلب ممن يلومون أعنتهم إلي الخارج حيث يمكنهم الاستفادة من المؤسسات التي تدعم ثقافياً وفنياً هذا التيار "المتفرنج" المغترب. كان من الممكن أن أتجاهل كلية ذلك الأفيش المغرض والسخيف. ولكن مثل هذه الأمور الدالة ينبغي ألا تمر من دون الإشارة إليها. لأنها تبث رسائل قميئة من مواطن يعيش في القاهرة ولا يري فيها سوي هذه المفردات. والمفترض أنه مصري ولكنه ليس عربي القلب ولا اللسان ويجسد بمظهره وانتمائه حالة اغتراب ثقافي وعداء لمؤسسات الدولة وبالذات المؤسسات الأمنية والتي جسدها صاحب هذا التصميم الجرافيك للأفيش في شكل سيارة صناعة المصانع الحربية وكلب وشعار له معاني مركبة عديدة لا يعرفها هذا الفنان. مصمم الأفيش أراد أن يبعث رسائل بعيدة عن المناسبة الفنية التي يعلن عنها. هو فقط توقف أمام ما تعنيه "القاهرة" بالنسبة له. واختزلها في هذا الموسم الذي يكشف عن موقف سلبي ينطوي علي أفكاره. ومواقفه وموقف هذه الزمرة "المتفرنجة" المعادي للنظام وللدولة ونرفع شعار "يسقط......" لكل ما هو "وطني" فهذه الكلمة الأخيرة سقطت ليس سهواً من قاموسهم. إنهم هؤلاء المبشرون بقيم الاغتراب والاستغراب ولا أريد أن أستخدم مصطلحات مثل "فرانكوفونية" أو "انجلوفونية" أو حتي "ليبرالية" و"ديمقراطية" أو حرية تعبير باذنجانية..... إلخ. إن الراصد والمتابع عن كثب لما يدور في مجال النشاطات السينمائية علي اتساعها في القاهرة وخارجها من المدن المصرية سوف يكتشف سيادة "الشللية" وما يشبه "اللوبي" أحياناً الذي يساند أفراده بعضهم بعضا. وتجمعهم "فضائح" أو "مصالح" مشتركة وقد باتت هذه أمور واضحة للكثيرين ولأي متابع. وللموضوعية فإن مثل هذه "الشللية" التي تتوحد حول أنماط من النشاط والسلوك العملي ليست قاصرة علي أروقة أصحاب النشاط غير الحكومي أو "المستقل" بعيداً عن النظام وإنما تجدها في قلب المؤسسات الرسمية التابعة للنظام وفي المؤسسات المنوط بها حماية الثقافة الوطنية وإن لم يعد خافياً أن المهرجانات وخصوصاً السينمائية التي انتشرت انتشاراً واسعاً جداً في كل أرجاء المعمورة وبالذات المهرجانات الغربية. وحتي الكبري منها أصبحت ميدانا لعرض الأعمال "المستقلة" أو ما يسمي أفلام السينما "الموازية" التي يقتات صناعها علي "زبالة" المجتمع أو ما يصفونه "بالمسكوت عنه" وداخل هذه الزاوية تستطيع أن تتحدث ولا حرج.