مع انعدام الضمائر وغياب الرقابة.. ظهرت مصانع "بير السلم" وانتشرت بمحافظة سوهاج. فأنتجت سموماً بطعم الموت.. المصانع دون ترخيص وتفتقد شروط الأمن الصناعي وموادها مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحية. والضحية هو المواطن. خاصة الأطفال الصغار. "المساء" -كعادتها- تحذر وتدق ناقوس الخطر.. تقدم صرخات الكثيرين من أبناء سوهاج بعد أن زادت وانتشرت تلك المصانع وأصبح المألوف أن نسمع ونري بين الحين والآخر ضبط العديد من المصانع غير المطابقة للمواصفات التي تنتج منتجات مجهولة المصدر. وقد انفردت "المساء" في عدد سابق لها بضبط أحد مصانع بير السلم يستخدم الأسمنت في انتاج الكاراتيه ويصيب الأطفال بالسرطان. والخطر يكمن في أن بعض تلك المنتجات قد غزت بعض الأسواق لتمثل واقعاً مؤلماً بالمحافظة. يقول محمود "موظف بالشئون الاجتماعية" إن مصانع بير السلم تنتج أطعمة ومشروبات مجهولة المصدر تضر وتؤثر علي صحة المواطنين. يؤكد عماد حمدي "مدرس" أن منتجات مصانع بير السلم دون تاريخ إنتاج أو صلاحية.. مشيرا إلي أن هناك حالات تسمم حدثت لعدد من أبناء المحافظة بعد تناولهم منتجات مجهولة المصدر. ونناشد المسئولين النظر بعين الاعتبار لتلك المصانع وإغلاقها فوراً حرصاً علي صحة وسلامة المواطنين بسوهاج. أكد شنودة فكري "مندوب توزيع أدوية" أن هناك أيضا أدوية تنتجها شركات ومصانع غير مرخصة من تحت السلم توزع منتجاتها وليس لها هدف سوي تحقيق الربح المادي دون النظر إلي خطورة تلك الأدوية علي صحة المواطنين. أكد اسماعيل فهمي "محاسب" أن مصانع بير السلم بجميع أنواعها الغذائية والكيميائية بالإضافة إلي أضرارها علي الصحة العامة للمواطنين لها تأثيرها علي تسويق منتجات المصانع الموجودة بالمناطق الصناعية بسوهاج.. مطالباً بالتصدي للمشكلة لأضرارها الكبيرة وخطورتها علي أرواح المواطنين. خاصة الأطفال.. مؤكداً أنها بالفعل سموم بطعم الموت. تؤكد رانيا ابراهيم "موظفة" أنه يوجد كثير من السلع والمنتجات يتم تصنيعها في بير السلم بعدد من المناطق بمحافظة سوهاج. وفي النهاية المواطن هو الضحية. يستعرض الدكتور أيمن هاشم خطورة مصانع بير السلم. خاصة في المواد الغذائية.. مؤكداً أنه ربما يصل الأمر إلي الاصابة بالسرطان في بعض الأحيان بسبب استخدام العديد من المكونات والمواد المغشوشة في صناعة تلك المنتجات. أوضح أحمد عاطف "موظف" أن هناك البعض من أصحاب تلك المصانع يستغلون إقبال المواطنين علي السعر الأقل. فالمواطن بسوهاج. خاصة أصحاب الدخل المحدود لا يريد إلا شراء المنتج الأقل سعراً. قالت شيرين حبيب "مدرسة" إن الكثير من المصانع والشركات بسوهاج تنتج موادها بعيدة عن أعين الأجهزة المعنية والرقابية. موضحة أن تلك المنتجات يتم توزيعها في الأسواق. الأمر الذي يعرض حياة المواطنين للخطر. أشار علي ابراهيم "محاسب" إلي أن المصيبة الأكبر هي قيام مصانع بجمع زجاجات العصير الفارغة من صناديق القمامة من المستشفيات أو العقارات والأماكن المهجورة ويتم تعبئتها بالعصائر. وتلك كارثة.. مشدداً علي أن ذلك يمثل جريمة في حق المواطنين. طالب أحمد حافظ "إعلامي" بالتصدي لمصانع بير السلم والتعامل معها بحزم لأنها تنتج مواد ومنتجات ضارة بصحة المواطنين من خلال تكاتف كل الجهات المعنية والعمل علي حصر المصانع غير المرخصة وغلقها. أكد محمود الشندويلي رئيس جمعية المستثمرين بمحافظة سوهاج أنه بعد أحداث ثورة 25 يناير ظهرت الكثير من المصانع التي تعمل دون ترخيص. خاصة في قطاع الصناعات الكيماوية والغذائية ومواد البناء. وجميعها مقام داخل الكتل السكنية وعلي الأراضي الزراعية. وبذلك تعمل بالمخالفة لقرار رئيس مجلس الوزراء الذي ينص علي عدم إنشاء مصانع داخل الكتل السكنية. مشيرا إلي أن هذه المصانع تضر بالمنتج الخاضع للاشتراطات الخاصة بالكود المصري للتصنيع وكذلك اشتراطات الهيئة العامة لضبط الجودة بوزارة الصناعة. أضاف أن مصانع بير السلم تقوم بضخ منتجات غير مطابقة للمواصفات الفنية. ما يجعلها أقل سعراً من مثيلاتها طبقاً لجميع المواصفات المصرية. وينعكس ذلك علي المصانع الموجودة بالمناطق الصناعية المرخصة والحاصلة علي الموافقات الفنية من الجهات الرسمية. ومع وجود هذه المصانع ومنتجاتها بالأسواق لا نستطيع تسويق منتجاتنا المعتمدة والمطابقة للمواصفات لعدم وجود تكافؤ في الأسعار. أوضح أحمد فؤاد عمران "مدير مراقبة عام الأغذية بمديرية صحة سوهاج" أن هناك حملات مستمرة بجميع أنحاء المحافظة.. حيث تم ضبط العديد من المصانع غير المرخصة ومنها مصانع حلويات ومشروبات غذائية وعصائر وكثيراً من المنتجات وتم إعدام ما تم إيجاده بها وغلقها وتحويل أصحابها إلي النيابة العامة للتحقيق. أضاف أنه تم إغلاق ما يزيد علي 300 منشأة لعدم وجود ترخيص أو لوجود خطر دائم علي الصحة العامة. مشيرا إلي أن أحد الأشخاص استغل مكاناً قريباً من الجبل وأنشأ مطحناً لملح السياحات المليء بالصرف الصحي أو الصرف الصناعي أو الصرف الزراعي بعد طحنه بطاحونته لتقديمه وبيعه للمستهلكين "الغلابة" بأجولة وأكياس خاصة لشركات كبري. أوضح أن إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة بسوهاج رصدته وتم ضبطه وبحوزته 23 طن ملح سياحات وتم ضبط آلة الطحن وضبط ماكينة الحياكة الخاصة بحياكة الأجولة وحرر المحضر رقم 11614 جنح طما وتمت التوصية بغلق المطحن وأيضا أحد أصحاب مصانع الأيس كريم بمركز جهينة ضبط بحوزته كميات من الأيس كريم مجهولة المصدر وعليها بيانات وعلامات تخص شركات أخري وعلامات وهمية دون ترخيص وتمت مداهمة المصنع وتم ضبط 22 ألف عبوة أيس كريم وتم سحب عينات منها وأرسلت للتحليل ووردت نتائجها بأنها تحتوي علي بكتريا القولون النموذجي "تحتوي علي مجاري" التي تسبب تسمماً غذائياً. كما تم ضبط مصنع آخر تم ضبطه به حظيرة مواشي تفتح عليها احدي ثلاجاته وبه خزان مجاري وتم ضبط به 2 طن ونصف الطن أيس كريم أيضا وردت نتائج تحليل عيناته تحتوي علي نفس البكتريا "بكتريا القولون" وتم غلق المصنعين. أكد العميد محمد نصحي مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج أن هناك حملات مستمرة لضبط المصانع المرخصة. خاصة في الأماكن البعيدة والمتطرفة. مشيرا إلي أن مباحث التموين نجحت في ضبط العديد من تلك المصانع وإلقاء القبض علي أصحابها وتحرير المحاضر اللازمة لها. حيث تم ضبط مصنع عصير غير مرخص يعيد تعبئة الزجاجات الملقاة في القمامة ومن مخلفات المستشفيات بمدينة أخميم. كما تم ضبط أ.ش "32 سنة" مدير مسئول عن مصنع مكرونة بدائرة قسم ثان سوهاج لحيازته سلعاً غذائية مجهولة المصدر واستخدام علامات تجارية وهمية بغرض الغش والتدليس. كما تم ضبط س.ع "38 سنة" مدير مخزن مواد غذائية يقيم بدائرة مركز سوهاج لإدارته مخزن مواد غذائية دون ترخيص. وتم ضبط 5300 عبوة كاراتيه مختلفة الأنواع. وف.ط "30 سنة" مدير مسئول عن مصنع ملابس لإدارته مصنع ملابس دون ترخيص بمدينة سوهاج. وم.م "50 سنة" صاحب محل عسل ويقيم بدائرة قسم ثان سوهاج لإدارته منشأة دون ترخيص وحيازة سلع غذائية مجهولة المصدر واستخدام علامات وهمية بغرض الغش والتدليس. كما تم تحرير محضر جنح قسم شرطة حي الكوثر ضد ب.ع.م صاحب مصنع تعبئة للمشروبات الصناعية والعصائر وذلك لحيازة وعرض مسحوق مشروبات عصائر صناعية بودرة مجهولة المصدر ومدون عليها بيانات غير مطابقة. كما تم تحرير محضر جنح قسم شرطة حي الكوثر ضد م.و.ر صاحب مصنع تعبئة للمشروبات الصناعية والعصائر وذلك لحيازة وعرض مسحوق مشروبات عصائر صناعية بودرة مجهولة المصدر ومدون عليها بيانات غير مطابقة. فيما شدد الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج علي ضرورة تكثيف الحملات التموينية وإحكام الرقابة والسيطرة علي مصانع بير السلم والسلع والمواد الغذائية المختلفة لحماية المواطنين من أصحاب الضمائر الخربة التي تتاجر بأرواح الناس. ناشد "عبدالمنعم" أهالي المحافظة بمقاطعة المنتجات والمشروبات التي يتم بيعها في الشوارع. مشدداً علي ضرورة المتابعة المستمرة وتكثيف الحملات وضبط الفاسدين والمواد الغذائية غير الصالحة حفاظاً علي صحة وسلامة المواطن السوهاجي. مؤكداً أنه تم ضبط العديد من المصانع وغلقها وتحويل أصحابها للنيابة العامة للتحقيق.