تأتي الذكري السادسة والثلاثون لتحرير سيناء لتؤكد وترسخ عظمة الشعب المصري الذي أبي أن يستسلم للهزيمة ودفع الغالي والنفيس من أرواح الشهداء الأبرار خيرة الرجال في سبيل تحرير الأرض من دنس المحتل الغاصب سطر الجيش المصري أروع الملاحم في حرب أكتوبر المجيدة ولقن المحتل درسا أبهر العالم كله وبعد الانتصار العظيم استردت مصر أرضها الطاهرة في أبريل من العام 1982 لتنطلق سيناء نحو التعمير وتغير وجه الحياة فيها إلي الأفضل ومضت الدولة في طريقها من التحرير إلي التعمير. بعد استلام سيناء بموجب اتفاقية السلام خلت أرضها الممتدة من مظاهر الحياة فلا توجد مساكن ولا مدارس ولا مستشفيات وكان التحدي الكبير أمام الدولة هو كيفية تعميرها ورد الروح إليها. "المساء" التقت بعدد من أهالينا أبناء جنوبسيناء منهم من عاصر تلك الفترة يقول الشيخ إبراهيم جبلي شيخ مشايخ جنوبسيناء إن الحياة تغيرت إلي الافضل فبعد ان استلمنا الأرض خاوية صمم المصري كعادته أن يعيد إليها الحياة وامتدت يد التعمير إلي كل شبر من أرضها الطاهرة حتي ارتقت واصبحت مدنها السياحية الشهيرة قبلة السياح من مختلف العالم واهتمت الدولة أيضا بتوفير المرافق والخدمات في ربوعها. يضيف محمد سلامة من قبيلة الترابين إن ما حدث ويحدث علي أرض سيناء وخاصة في جنوبها لا ينكره إلا جاحد فبعد ان كان عدد المدارس صفرا أصبح الآن عدد المدارس يزيد علي ال300 مدرسة في البادية والحضر بخلاف الجامعات والكليات الجديدة. يشير فريج العليقي من قبيلة العليقات إلي أن ابناء سيناء مازالوا يحلمون بالكثير فرغم الانجازات التي حدثت علي أرض الواقع مازلنا نحلم بأن تتبوأ المحافظة مكانها الصحيح كمركز للاقتصاد المصري لما تملكه من ثروات تعدينية كبيرة تنتظر من يزيح الغبار عنها فلابد من الإسراع في الانتهاء من المنطقة الصناعية الكبري بأبوزنيمة والذي ستوفر الآلاف من فرص العمل للشباب. أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء احتفالات هذا العام تأتي في وقت يتطلب من الجميع التكاتف والعمل الجاد من أجل تنمية وازدهار شبه جزيرة سيناء التي مازالت مطمعاً لأعداء الوطن ويخوض جيشنا وشرطتنا البواسل في نفس توقيت الاحتفال معركة كبيرة ضد طيور الظلام من الجماعات التكفيرية التي ظنت أن سيناء سهلة لكن كان الرد القاسي بأن سيناء عصية علي كل من تسول له نفسه المساس بأهلها وارضها. أضاف "فودة" ما حدث علي أرض سيناء ما هو إلا قليل من كثير خططت له الدولة في الفترة الماضية لوضع سيناء في المكان الذي تستحقه ولما لا فهي تمتلك خيرات وكنوزا كثيرة تعمل الدولة جاهدة علي استثمارها ومن أجل ذلك اهتمت الدولة بتوصيل المرافق والخدمات وانشاء المساكن والمستشفيات والمدارس ففي مجال الاسكان مازالت الدولة تعمل علي قدم وساق لتوفير السكن الملائم لابنائها وآخرها الانتهاء من انشاء ما يقارب من 10 آلاف وحدة سكنية علي مستوي مدنها جاهزة. شهدت مدن المحافظة انشاء المستشفيات الكبري وتحديثها لاطلاق وانطلاق المشروع الكبير في السياحة العلاجية بالاضافة إلي الانتهاء من 5 محطات تحلية فرعية ورئيسية بمدن شرم الشيخ وأبورديس وطور سيناء ودهب ونويبع. أشار المحافظ إلي أن انشاء المدارس طال البادية والحضر وأصبح ابناء المحافظة من شبابها يرتادون أعرق الجامعات المصرية بالاضافة إلي العمل المستمر للانتهاء من جامعة الملك سلمان بجانب ادخال كليات جديدة تابعة لجامعة الأزهر وجامعة قناة السويس.. إلي أن مؤكدا علي أن مستقبل السياحة الوافدة لمدن المحافظة شرم الشيخ ودهب ونويبع وسانت كاترين مستقبل واعد لما تتميز به تلك المدن من تنوع في المنتج السياحي وفي هذا الصدد يتم التجهيز لانشاء مجمع سياحي يضم محطة ركاب سياحية ومارينا لليخوت ومركزا ترفيهيا عالميا بتكلفة 600 مليون دولار. مضيفا أن قرار انشاء منطقة حرة بمدينة نويبع سيغير شكل الحياة في خليج العقبة ويزيد من جذب مزيد من الاستثمارات لهذه المنطقة بالاضافة إلي انشاء منطقة حاويات علي مساحة 140 ألف متر مربع بتكلفة 250 مليون دولار. اختتم فودة كلامه بتوجيه الشكر للقوات المسلحة التي تواجه أعداء الوطن من خلال العملية الشاملة سيناء 2018 بالتوازي مع اسهاماتها ومشاركتها في تعمير سيناء.