ربما يكون من الظلم إذا قارنا بين مترو القاهرة ومترو دبي بالنظر إلي عمر الأول والذي يقترب من ال 25 عاماً في حين أن الثاني لا يتجاوز عمره العامين ولكن في الوقت نفسه فهناك أشياء تجبرنا علي أن نقارن ولا يمكن إغفالها مثل النظافة والالتزام من جانب الركاب وزمن التقاطر وكلها أشياء لا علاقة لها بالزمن. وخلال زيارتي الأخيرة إلي مدينة دبي تعمدت ارتياد المترو لمعرفة الفوارق بين مترو القاهرة ومترو دبي فضلاً عن كونه وسيلة مواصلات مربحة وسهلة بعيداً عن الزحام الخانق. مترو دبي بدأ العمل منذ عامين فقط ولكن بدأ العمل بكامل خطيه الأحمر والأخضر هذا العام وبغض النظر عن أشكال المحطات أو جمال تصميمها فإن هناك نقاط جوهرية نتساءل لماذا لا يتم تطبيقها في الخط الثالث للمترو والمزمع افتتاح أولي مراحله في احتفالات ثورة يناير. في البداية وقبل التوجه لأي محطة ب 500 متر تظهر العلامات الإرشادية من كل الاتجاهات وطبعاً هذا الكلام غير موجود عندنا.. أما التكييف فهو أساسي من أول دخول المحطة سواء المصعد أو بالسلم الكهربي وسواء كانت المحطة نفقية أو مفتوحة فكلها مكيفة لأن الهدف هو توصيل الناس لأعمالهم ومصالحهم مرتاحين وليس معذبين من الزحام وأشعة الشمس خاصة أن الجو في مصر أصبح ينافس في حرارته دول الخليج ونتمني أن يراعي المسئولين ذلك في المراحل القادمة من الخط الثالث. أما النقطة الثانية فهي تحديد زمن التقاطر بشاشات منتشرة داخل المحطات ليعرف الراكب منها متي سيأتي القطار وبالفعل فالمواعيد دقيقة ولا يضطر الراكب للنظر في الساعة كل دقيقة مع العلم أن القطارات بلا سائق وبالتالي فالموضوع ليس معجزة لأن هناك وحدة تحكم ولا نعلم لماذا لا يطبق ذلك في الخط الثالث وهل من الصعب وجود شاشات لتحديد زمن التقاطر في الخط الجديد. أما اللافت للنظر فهو عدم وجود أمن يسأل الراكب عن تذكرته فالمكان مراقب بالكاميرات والغرامة كبيرة لمن يزوغ تدفع بدون كلمة واحدة وتعادل 320 جنيهاً .. وهناك وجدوا حلاً عبقرياً لمنع سقوط الركاب علي القضبان من خلال نوافذ زجاجية تفتح وقت توقف القطار وهذا الأمر ليس صعباً لينفذ في المرحلة الجديدة. وإذا ذكرنا من قبل شاشات التنبيه فهي ليست قاصرة علي المحطات فقط وإنما داخل العربات أيضاً فكل عربة بها شاشات عديدة تنبه الركاب للمحطة القادمة وأن عليهم الاستعداد للنزول وطبعاً هذا غير موجود ولن يكون موجوداً أيضاً بالخط الثالث ربما للخوف من سلوكيات الجمهور المصري.. وبالطبع لا مكان للباعة الجائلين أو المتسولين أو المشاجرات الناتجة عن الإحساس بالزهق ولكن كل ذلك لا يعني أنه لا توجد إيجابيات في مترو القاهرة الذي يعاني من سلوكيات بعض الركاب المستهترين سواء المزوغين أو المتسولين والباعة الجائلين. فهناك إيجابية هامة تجعل الفرد يقول عمار يا مصر وهي قيمة التذكرة جنيه وهناك فئات تدفع 75 قرشاً.. أما هناك فرغم أن المترو أرخص وسيلة مواصلات ولا توجد استثناءات أو نصف تذكرة أو اشتراكات فأقل تذكرة بحوالي 350 قرشاً وتصل ل 10 جنيهات.