مصر ايها السادة تستحق منا كل الحب وليس كل هذا التكالب علي تقطيعها وتقسيمها والفوز بكرسي أو أكثر.. المتابع للساحة السياسية هذه الايام يستشعر الخطر الشديد الذي يحيط ببرلمان مصر بعد حالة الانفلات الحزبي والسياسي التي نعيشها هذه الأيام.. وسبحان الله لا أحد يتعلم من دروس الماضي القريب.. والبعض الغاية عنده تبرر الوسيلة.. البعض يفضل مصلحته الشخصية علي مصلحة الوطن.. ولا يتعلم مهما حدث لنظيره الذي كان يتحكم ويسيطر ويأمر ويفعل ما يشاء. الأمر خطير ايها السادة فالبعض يعتقد ان البرلمان القادم تورتة من حقه ان يلتهمها بمفرده تماما كما فعل الحزب الوطني في آخر انتخابات برلمانية ونسي هذا البعض ان تلك الانتخابات كانت القشة التي قصمت ظهر البعير واطاحت بالحزب الوطني وقيادته إلي "طرة".. البعض الآخر ضحي بحزبه وقيادات حزبه في سبيل ان يضمن مقعداً لنفسه وراح يبحث عن المبررات والاسباب التي يحاول ان يخدع بها نفسه قبل ان يخدع الآخرين.. البعض بحث عن الحزب الذي يدفع له اكثر والبعض يحاول احياء الماضي.. والآخر يحاول البحث له عن مكان تحت القبة بأي شكل ولون. المشهد لا ينبيء بأن هناك تغييرا قد حدث بعد ثورة 25 يناير والتغيير الذي اقصده ليس تغيير الاشخاص والمواقع بل هو التغيير الداخلي.. تغيير الافكار والسياسات.. تغيير للأفضل وليس للأسوأ.. مصر ايها السادة تستحق منا كل الحب وليس كل هذا التكالب علي تقطيعها وتقسيمها والفوز بكرسي أو أكثر.. مصر أيها السادة تعاني انفلاتا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.. ارحموها ولا تزيدوا الطين بلة.. من آخر السطر اسألوا انفسكم قبل التكالب علي المناصب والسلطة "هي دامت لمين". ولله الأمر من قبل ومن بعد.