شدني الكاريكاتير العبقري للفنان الكبير مصطفي حسين بالزميلة الأخبار يوم الأربعاء الماضي.. والذي نشره كلاكيت تاني مرة بناء علي طلب الجماهير.. ومعهم الحق كل الحق فيما ذهبوا إليه وطلبوه. فالبقرة الحلوب مصر التي كانت تغني أولادها جميعا أصابها الهزال والوهن وأصبحت جلدا علي عظم ودموعها تنساب من عينيها إلي أولادها الذين يتكالبون عليها كل منهم يحمل في يديه ما يستطيع لكي يحلب من لبنها الذي جف. انها ترجوهم وتتوسل إليهم أن يراعو الله.. وأن يرحموها من مطالبهم الفئوية والخاصة التي ستقضي عليها حتما.. وساعتها سيندمون وقت لا ينفع الندم. لقد توقفت السياحة وهي مورد دخل قومي.. وهرب رجال الأعمال والمستثمرين لعدم الشعور بالأمن والأمان.. ومصانع كثيرة توقفت تروسها وأصبحنا نسحب من الاحتياطي النقدي لتغطية الاحتياجات.. وهي كارثة بكل المقاييس لا يعلم نهايتها إلا الله سبحانه وتعالي. قلنا مرارا وتكرارا.. يجب أن نكون بارين بأمنا مصر.. وأن نقدر الظرف الذي نعيشه ونحياه.. وأن نعرف ما نريد.. ومتي نصل اليه.. لأن تعطيل الانتاج ليس وقته ولا أوانه.. والمطالب الفئوية يجب تأجيلها إلي الوقت المناسب حتي نفرغ من كيان الدولة الديمقراطي وانتخاب البرلمان وإعداد الدستور واختيار رئيس الجمهورية الذي يتولي مقاليد الأمور. فقط واجبنا في المرحلة الحالية اعداد القوانين واللوائح التي تسد منافذ الفساد وتغلق الباب علي الفاسدين وأن نحسن الاختيار فيمن يتولي أمورنا لتقديم الأفضل في كل موقع ليكون المنتج النهائي أفضل ما نريده لأنفسنا ولبلدنا مصر. لا يمكن أن نظل ممسكين بمعاول الهدم لوزارة الداخلية وقد رأينا ان الشوارع باتت مباحة للبلطجية يفعلون فيها ما يريدون طالما اختفت قوة الردع عنهم. ولا يمكن أن نستمر في مسيرة التشكيك في القضاء أو في المجلس العسكري الذي حمي الثورة.. لأننا لو هدمنا كل الثوابت علي هذا النحو واحدا تلو الآخر وأغمضنا البصر فهذا معناه سقوط مصر قولا وفعلا. والأمر لا يعني أبدا أن نصنع آلهة جددا بعد ان انتهينا من جبروت النظام المخلوع بثورة شعبية انحني أمامها العالم تقديرا واحتراما.. ولكن ما نريده هو أن نجني الثمار التي أردناها.. وأن يكون هناك سقف نتوقف عنده وآلية تحكمنا في الحركة حتي لا يجرفنا تيار الاندفاع إلي هاوية نسقط فيها فلا نخرج إلا بمعجزة. ولذلك فالسؤال: هل من مصلحتنا أن يتم تهميش الداخلية وأن يستمر غياب الأمن الاجتماعي علي النحو الذي نراه ونلمسه ونشكو ونئن منه جميعا الآن؟! .. وهل من المصلحة أن تأخذ الاتهامات إلي بعض القضاة مدي أبعد من القدر المناسب للحالة التي أراد النظام المخلوع أن يفرضها لكي يتحكم في قضاء مصر المستقل والنزيه.. ولماذا لا نقدر مخالفات البعض بحجمها فلا تعم السيئة؟ وهل من المعقول أن نستجيب لمحاولات الوقيعة بين الجيش والشعب وكلنا لنا اخوة وأقارب وأبناء داخل هذا الجيش.. كما ان كلنا يعلم ان سقوط الجيش يعني سقوط مصر.. بمعني أن نتحول إلي فصائل متناحرة نضرب بعضنا بعضا.. وتتحول الشوارع إلي بحور دم مادام كل منا يري انه الوصي علي الشعب. نعم نناقش ونختلف ونقدم الرؤي.. ولكن أيضا نستمع ممن أعطيناه حق الإدارة.. فقط نتمسك بالمصارحة والشفافية والوضوح باعتبار ان ذلك هو الضمان للعبور إلي المستقبل الآمن.. وفي هذا يجب أن ندرك جميعا ان هناك قوي خارجية تسعي جاهدة للنيل من تماسك الأمة.. وواجبنا الوطني ألا نعطي أو نقدم الفرصة علي طبق من ذهب. الثورة يجب أن تستمر.. والانجازات مفروض أن تتحقق بشرط أن نعيش جميعا نوبة صحيان وأن نعرف ما نريده لأنفسنا وكيف نحققه بالعقل والمنطق وبعيدا عن الرعونة أو الهوجائية التي يحاول أصحاب المطامع النفاذ من خلالها لتحطيم آمالنا وأحلامنا في مستقبل مشرق باسم لنا ولأولادنا من بعدنا.. فهل نفعل؟! لقطات: ** القذافي رجل من جهنم.. سقوط مؤسسة جمهورية الكذب.. نهاية ديكتاتور.. مصرع ملك ملوك افريقيا.. الطاغية الثالث مات في حفرة.. هذه بعض عناوين الصحف أمس. * سبحان الله.. هذه نهاية كل ظالم جبار.. قلتها وأنا أشاهد الجماهير الليبية وهي تضربه ثم تسحل جثته في شوارع مصراتة. ** المستشارة نهي الزيني تقول عن مرشحي الرئاسة: موسي حرق نفسه.. أبو الفتوح ذبحوه الإخوان.. البرادعي فقد شعبيته. * وأنا أقول.. دقي يا مزيكا. ** المستشار عاصم الجوهري يتهم علاء مبارك وجرانة ومنصور بتشكيل "عصابة" لغسل الأموال. ** يا ريت "فان دام" بطل الأكشن العالمي وهو يزور مصر يتعامل مع هذه العصابة. ** د.محمد علاء الدين الخبير الدولي للتنمية يسأل: المليارات التي حصلت عليها مصر من المعونات أين ذهبت؟!! * أكيد ذهبت في "المغارة" التي بها فلوس التأمينات المختفية. ** د.مني مينا بعد فوزها الكاسح في انتخابات نقابة الأطباء تقول: نجاحي كان بأصوات المسلمين والأقباط والاخوان. * وشهد شاهد.. وحمدا لله.. مازالت مصر بخير يا أهل الخير. ** يوسف أحمد مندوب سوريا لدي الجامعة العربية معلقا علي اجتماع الجامعة لبحث الوضع في بلاده قال : توقيت غريب ومريب. * الغريب والمريب يا سيد يوسف هو ما تقوله! ** أحلي ما قرأت هذا الأسبوع: مصر هي البلد الوحيد الذي يستطيع الحياة بدون رئيس جمهورية أو رئيس برلمان أو شرطة.. أو رئيس وزراء!!! إذا كانت الانتخابات المقبلة نزيهة حقا.. فعلينا قبول أي رقابة.. حتي ننفي ما رسخ في الأذهان من اننا بلد ينجح نوابه ورئيسه بأصوات الموتي. الحب أن تري انت بعينيها.. وتري هي بعينيك.