في أحد الايام توجهت اسماء بنت أبي بكر الصديق وسألت قائلة: يارسول الله إن أمي قدمت علي بالمدينة وهي لاتزال مشركة أفأصلها؟ وبكل التقدير ودعم العلاقات بين الابناء والوالدين خاصة الأمهات قال صلي الله عليه وسلم: نعم صلي أمك وأحسني إليها كل ذلك بصرف النظر أي أشياء أخري لأن الحرص علي العلاقات الطيبة بين الأم وابنتها في مقدمة الأولويات في الدين الإسلامي الحنيف.. ففي سورة لقمان هذا التوضيح الالهي لأولي الابصار يقول ربنا: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير. وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إليَّ ثم إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" "14. 15 سورة لقمان". وفي تلك الآيات توضيح لمدي تقدير رب العالمين للامهات اللاتي تحملن مشقة الحمل رغم ضعفهن ومعاناتهن طول مدة هذا الحمل ثم جهدهن في التربية والارضاع علي مدي عامين كاملين بعد الوضع كل ذلك يؤكد أن الإسلام سبق الجميع في تكريم الامهات وأن الواجب علي الابناء الحرص علي برهن والاحسان إليهن. ومما يؤكد تلك المعاني ويضع أمام الجميع مدي حرص الإسلام علي دعم العلاقات الطيبة بين الابناء والوالدين وضرورة الاحسان إليهما.. فها هو عبدالله بن عبدالله ابن أبي بن سلول لما بلغه ما كان من أمر أبيه فقد أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبدالله بن أبي فيما بلغك عنه فإن كنت فاعلا فمرني به. فأنا أحمل إليك رأسه فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني. إني أخشي أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلي قاتل عبدالله بن أبي يمشي بين الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار. فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا" تلك قيم الإسلام الخالدة من أجل توطيد العلاقات الاجتماعية بين الآباء والوالدين. وقد كانت الامهات محل تقدير رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وقد سبق الجميع في تكريم الأم وتقدير دورها في الحمل والتربية فقد جاءه سائل وقال: يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي يارسول الله؟ قال صلي الله عليه وسلم: أمك قال ثم من؟ قال صلي الله عليه وسلم: أمك ثم قال ثم من؟ قال صلي الله عليه وسلم: أمك. قال ثم من؟ قال صلي الله عليه وسلم: أبوك تلك هي مكانة الأم وهذه حفاوة الرسول الكريم بالأم ومدي تقديره لدورها الهام في بناء الأسرة وخاصة بناء الاجيال. لأن الأم هي المدرسة الأولي في حياة الابناء. الروابط القائمة علي الود والمحبة والحفاظ علي التواصل في إطار من تقوي الله والسعي الدائم إلي الحفاظ بكل قوة علي هذه العلاقات الطيبة وهكذا تمضي حركة المجتمع في مناخ الأمن والأمان والمحبة هي الرباط المتين بين كل أفراد الأسرة. وإذا كانت هذه حفاوة الإسلام بمكانة الأم فإنها تضع أمام الجميع أن دور الامهات من أهم الضروريات في بناء الأجيال المتعاقبة فالبيت الصالح يخرج ذرية طيبة من الذكور والإناث الكل يرتبط بعلاقات الحب والإيثار والاحسان إلي ما كانت أصل الوجود للابناء. تلك مبادئ الإسلام الحنيف التي نحن في أشد الحاجة إليها هذه الايام وهي خير سبيل لمواجهة الجرائم التي انتشرت ضد الأمهات من الابناء. نسأل الله أن يوفق الجميع للالتزام بهذه القيم الطيبة!!