لأول مرة في تاريخ مسابقة كأس مصر الذي جاوز ال 80 عاما تشهد انسحاب قطبها الأول وأكثر الأندية المصرية فوزا بكأسها والذي فاق كل الأندية المصرية وبلغ 34 مرة بعد أن تفاقمت أزمة الأهلي بطل مصر مع اتحاد الكرة الذي بات طامعاً في الاندية ومنافساً لها في رزقها ناسياً النفقات التي تتكبدها تلك الأندية لإعلاء شأن اللعبة التي يحصد في النهاية اتحاد الكرة الألقاب والانجازات وتنسب إلي مجلس إدارته والجهاز الفني لمنتخباته ويحصل علي الأوسمة بفضل لاعبي هذه الأندية. لأول مرة يضطر النادي الأهلي إلي الانسحاب من مسابقة كأس مصر اعتراضا ورفضا لتعنت اتحاد الكرة معه ومع كل الاندية في عمليات الرعاة وإلزامها بأمور هي جديدة وبعيدة عن أي حقوق. وشدة ما أزعجني في تصرفات اتحاد الكرة حقيقة هو إلزام اتحاد الكرة الأندية بوضع رعايته علي زي الفرق المشاركة في مسابقة كأس مصر دون حصول الأندية المشاركة علي أي مقابل مادي علي طريقة السيد والعبيد ودون حصول الاتحاد علي تفويض من الأندية لبيع هذه الحقوق ضاربا عرض الحائط تعارض رعايته مع رعاة الأندية. والغريب في الأمر أن يتصدر الكابتن عزمي مجاهد لأي متحدث عن أخطاء اتحاد الكرة وقد حاولت شخصيا تصحيح وجهة نظر المتحدث الرسمي للجبلاية باعتراض الأهلي والأندية علي رفضهم وموقفهم من المؤتمرات الصحفية هذا الموسم بالذات علي خلاف السنوات السابقة كما يدعي المتحدث الرسمي بأن هذا الموسم قد اختلف عن المواسم السابقة نظرا لاختلاف الرعاة بين الاتحاد والأندية علي خلاف الماضي الذي كان فيها الراعي بين كل الأطراف واحد إلا أن الكابتن عزمي مازال متمسكا برأيه الذي بلغ به علي كل القنوات رغم ملاحظته علي اعتراضهم. ثم جاء موقف غريب آخر هو موقف نادي الزمالك بعد أن انبري رئيسه المستشار جلال إبراهيم وخرج عن النص ومخالفا لكل الأندية معلنا تضامنه مع اتحاد الكرة ورغم أنه حر كما جاء في سياق تضامنه إلا أنه حاول الزج باسم الأهلي تحت زعم أن موقف ناديه ليس عنادا مع الأهلي رغم أن الأهلي لم يعترض أو يطلب من الزمالك مساندته أو أنه أبدي أي رأي عندما انسحب الزمالك من اللجنة السباعبة. والأمر الذي يؤكد صحة موقف الأهلي من اتحاد الكرة والحفاظ علي حقه وحق راعيه أن كل الأندية التي استضافت مباريات الأسبوع الثاني للدوري رفضت عقد المؤتمرات الصحفية متمسكة بحقها بأن يكون لرعاياهم الحق في تعليق لافتة علي قائمة المؤتمر الصحفي.. وكذلك رفضت عقد مؤتمرات صحفية مستقلة تعقب مؤتمر رجال الاتحاد كما طلب اتحاد الكرة في بيانه. ونخلص من ذلك أنه إذا كان اتحاد الكرة يبحث عن حقوق الأندية فعليه أن يتعامل معها علي أنها شريك له وليست تابعة يسوقها كما يريد وبأن تكون هذه الأندية علي علم بكل اتفاقاته الخاصة بحقوقهم حتي ولو كان يضمن أصوات بعض أعضاء الجمعية نظير بعض الفتات التي يقدمها ولا يفي بوعوده بدليل اخر اجتماع وما جري فيه. نقطة أخري مهمة يجب أن يعلمها اتحاد الكرة أن انسحاب ناد كبير مثل الأهلي من مسابقة الكأس فإن الخاسر الأول هو اتحاد الكرة والذي قد تسبقه انسحابات أخري من أندية أخري إلي جانب فقد البطولة رونقها بغياب بطلها الأول.