أكد د.عباس شومان وكيل الأزهر ان الأزهر لن يتخلي عن تراثنا الإسلامي ولن يتنكر له. بل سيبقي حارساً عليه ومتعاوناً مع كل المؤسسات الدينية المهتمة به وسيظل مدافعاً عن التراث وفاضحاً لكل من يحاول النيل منه. قال في المؤتمر الدولي الأول لكلية أصول الدين بالقاهرة. الذي نظمته بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بعنوان: "قراءة التراث الإسلامي بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم" أننا نعتز بما قدمه سلفنا الصالح فقد فتحوا باب الاجتهاد والتجديد بما يتناسب مع المكان والزمان ورفضوا أن يتمسك أحد باجتهادهم باعتباره قرآنا معصوماً. أضاف د. محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء ان التراث ميراث لابد من المحافظة عليه وتنميته ولا يجوز القول إن الإسلام هو التراث. بل هو قائم علي الكتاب والسنة ولا يجوز الخلط بين العمل البشري وأصول الإسلام. قال د.حاتم العوني الأستاذ بجامعة أم القري بالسعودية. إنه يجب علينا أن نسعد بتراثنا فهو مصدر عز الأمة وأن المعتدين عليه أصبحوا يمثلون خطراً علي الأمة.. مشيراً إلي أهمية دور الأزهر في الحفاظ علي التراث. أضاف د.عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر أن جامعات العالم تهتم بالعلوم الإسلامية وتنشيء أقساماً لها وهو ما يستدعي التواصل والبحث الجيد لمتابعة هذه التطورات.. موضحاً أن فضيلة الإمام الأكبر عندما كان رئيساًً لجامعة الأزهر حضر مؤتمراً بالولايات المتحدةالأمريكية واستمع لباحثة غير مسلمة تتحدث في التراث الإسلامي الأمر الذي جعله يفكر في إعداد جيل مثقف يجيد اللغات الأجنبية حتي يتواصل مع باحثي الغرب. قال د.عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين يجامعة الأزهر أن تراث الأمة هو ارثها الحضاري وذاكرتها الحافظة لتطور العلوم والمعارف والمناهج والعقول والثقافة والفنون وما من أمة شيدت صروح المجد إلا من خلال البناء علي تراثها فكان حاضرها امتداداً لماضيها ومستقبلها ما هو إلا بناء تراكمي لذلك الماضي والحاضر. أوضح أن قراءات التراث تعددت بين مقدس ومدنس وخرجت اطروحات صادمت العقل والنقل وكان واجباً علي الأزهر إعادة تقييم هذه القراءات من أجل الوصول لرؤية متكاملة تستفيد من التراث وتواكب متغيرات العصر.. مشدداً علي أن الدفاع عن الثراث الإسلامي وقضاياه لا يعني أن التراث نص مقدس ولا يعتريه خطأ. بل أن كاتبيه علي مدار تلك القرون بشر يؤخذ من كلامهم ويرد فلا ينبغي أن نرد تطرف الطاعنين في التراث الإسلامي بتطرف آخر يقدس كل ما في كتب التراث بل السبيل القويم يتمثل في الاحتكام إلي الكتاب والسنة ونور العقل السليم ومنطق البحث العلمي ليتم وضع كل شيء في معيار الحق والانصاف.